الإصابة برهاب الفراق وما يصاحبه من عدم القدرة على التكيف في البيئة الجديدة

0 300

السؤال

أنا في الآونة الأخيرة كثيرة التنقل في المدارس إلى أن أصبحت كلما أبدأ الدراسة ينتابني ضيق شديد لدرجة البكاء، وفقدان الشهية في الأكل، وعدم القدرة على الكلام؛ لأني كلما تكلمت عيناي تذرف دموعا من غير سبب، ولذلك لا أستطيع أن أكون صحبة جديدة، ولا أكون علاقات، بل أبقى منعزلة طيلة الفترة الدراسية، هل سبب هذا الشعور نقص في الإيمان؟ وكيف أتعافى من هذا الشعور بأسرع وقت، وأتمكن من تكوين صدقات؟ مع أني في مرحلة دراسية مهمة جدا لا يمكنني التفكير في هذه الأمور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا أيتها الابنة الفاضلة.

كثير من الطلاب يعانون من مثل هذه الظروف، وقد يكون الأمر بدأ بما يعرف برهاب وقلق الفراق، بمعنى أن الطالب يكون من أسرة كريمة وجيدة، ولكنه حساس، ولا يتحمل أن يفارق محيط البيت، وبعد ذلك يتطور الأمر إلى نوع من المخاوف، وعدم القدرة على التكيف، ويتحول هذا في نهاية المطاف إلى اكتئاب نفسي، وهذا هو الذي تعانين منه الآن، علما بأن الاكتئاب ليس من الأمراض المعروفة في السابق في فترة اليفاعة والشباب، ولكن كثر الآن في زماننا هذا وسط هذه الفئات، وربما يكون مرد ذلك للتغيرات الحياتية الكثيرة التي تحدث، وابتعاد بعض الناس عن دينهم، وأنا أراك والحمد لله أنك متمسكة بدينك.

أيتها الابنة الكريمة، يمكنك أن تتواصلي بصورة أفضل، بشرط أن تعزمي وتكوني أكثر جدية وتصممي أن لا تغيري المدرسة التي أنت فيها مهما كانت الظروف غير مواتية، وسوف تجدين بعد فترة أنك أصبحت أكثر تكيفا، وحتى نساعدك لتخطي هذا الظرف سوف أصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والمخاوف، وهذا الدواء يعرف باسم سبراليكس، وجرعته هي 5 مليجرام (نصف حبة) ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام ليلا، وتكون مدة العلاج المطلوب في هذه الحالة هي أربعة أشهر.

لا بد لك أن تسعي في اختيار بعض الصديقات من الصالحات؛ لأن ذلك في حد ذاته سيمثل دعما معنويا ونفسيا واجتماعيا كبيرا بالنسبة لك، كما أرجو أن تفاتحي والديك، وتكوني أكثر تواصلا معهم، وأن لا تميلي للكتمان حتى في الأمور البسيطة؛ لأن الاحتقانات النفسية تزيد كثيرا من الاكتئاب النفسي.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات