أعاني من وساوس أرهقتني وأفقدتني لذة الحياة

0 149

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة الوساوس منذ كنت صغيرا، بدأت حسبما أتذكر عن عدم ابتلاعي الطعام خوفا من أن يقف الطعام بالحلق، وبعدها بغسيل يدي قبل كل طعام، فتحولت حالتي إلى وسواس النظافة، إلى أن جاءت الطامة الكبرى وسواس الموت، فهي حالة تتكرر كل فترة في حياتي.

أتحدث إليكم الآن وأنا أعاني من تلك المشكلة، ومنذ فترة قريبة توفي أحد أصدقاء أبي الراحل، وكنت قد تعلقت به كأبي -رحمه الله- كان يقدم لي النصيحة، ويشد من أزري، فعاد وسواس الموت، وأصبحت أشعر أن أيامي معدودة، أربط بعض آيات القرآن بالموت كلما سمعتها مثل: (يا أيتها النفس)، وغيرها من الآيات بالموت.

أعيش حياة ضبابية ليس لها طعم ولا لون، أشعر وأنا بين الناس كأني في حلم، أستغرب الناس كأني أنظر إليهم، لم أعد أستمتع بحياتي، (أستغفر الله)، لم أعد أتقبل فكرة الموت، ودخلت إلى دائرة مفرغة أخرى أشعر ببعض الآلام في جسدي أعززها إلى خروج الروح سخونة وبرودة في جسدي خفقان في قلبي مع قلق مستمر، وأنا في أي موقف وصل به الحد إلى أنه منعني من النوم، أنام ونور الغرفة مضاء.

أفكار سوداوية عن الموت، وكيف أموت في كل لحظة في العمل في الطريق في المنزل كل حوار وموقف وردة فعل أربطها بالموت، أحلام كئيبة، حتى النوم لم يعد يريحني، أصبحت حياتي جحيما لا يطاق، أقول أني أعيش الأربعين يوما قبل الوفاة، وأقول قد لا أحضر رمضان هذا العام.

أتخيل نفسي والموت يأتيني، فحالي يقول: قد يتصلون بالمنزل ويخبروهم خبر الوفاة، في أحيان كثيرة تأتيني حالة من الهلع والفزع في العمل أشعر بدنو أجلي، فأريد أن أذهب للمنزل أنظر في المرآة، أستغرب نفسي كأني أراها أول مرة، أمشي في الشارع بين الناس كأني طيف لا أشعر بهم، تلك الهواجس أثرت علي جسديا، فمن أعلى الركبة أصبحت أشعر ببعض الخدر، أصبحت سريع النسيان، القولون غير منتظم، أصبحت أعاني الأمرين، وسواس الموت والعصبية، إلى أن أصبحت أخاف على أمي وزوجتي وابني من أي مكروه قد يصيبهم لا قدر الله، في أول ذلك الوسواس شعرت برعشة شديدة بدأت من قدمي زلزلت جسدي كله، بحثت على النت، ووجدت أن دواء لوسترال 50 افضل علاج لحالتي، فموضوع وسواس الموت يأتيني منذ الصغر، وهذه ثاني نوبة خلال عام.

أرجو من السادة الأفاضل التكرم بمساعدتي بعد الله، لم أعد أشعر ولا أستمتع بحياتي، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس من الأمراض النفسية التي تسبب ضيقا شديدا للشخص؛ لأنه يعاني في داخله، وتؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب في مرات عديدة، وعلاجه يكون بالعلاج الدوائي، ومعظم الأدوية التي تعالج الوسواس تنتمي إلى فصيلة الـ (SSRIS) أو بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث يملك الشخص مهارات للتخلص من الوسواس، وعدم الاستجابة له، والأفضل الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي.

اللسترال من فصيلة الـ (SSRIS)، وهو دواء فعال ضد الوسواس، وآثاره الجانبية قليلة، نعم الجرعة خمسون، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسين مليجراما) ليلا بعد الأكل، لأن من آثاره الجانبية: غثيان وآلام بالمعدة في الأسبوع الأول، وبعد ذلك استمر على هذه الجرعة (حبة واحدة) وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج إلى ستة أسابيع أو ثمانية أسابيع لتزول الأعراض، وإذا حصل تحسنا جزئيا بعد مرور شهرين، وخفت بعض الأعراض ولكن لم تنته نهائيا فيمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، وبعد أسبوعين آخرين يمكن رفع الجرعة إلى مائة مليجرام، لأنه في كثير من الأحيان مرضى الوسواس القهري يحتاجون إلى جرعة كبيرة من اللسترال -أي حبتين (مائة مليجرام)- ويمكن أخذها مرة واحدة ليلا، ويمكن أخذها صباحا ومساء -خمسين مليجراما في الصباح ومثلها في المساء- ولكن الأفضل أخذها ليلا كجرعة واحدة.

الشيء الآخر: إذا حصل تحسن وزالت الأعراض فيجب الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر إلى تسعة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن الدواء بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، وإن كان بالإمكان التواصل مع معالج اجتماعي للجمع بين اللسترال وعلاج سلوكي معرفي، فهذا إن شاء الله سيكون أفضل لصحتك، والنتائج إن شاء الله ستكون أحسن، ويساعد في عدم رجوع النوبة لك مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات