اكتئاب بسبب رفضي من الجامعة ومشاكل أهلي الكثيرة، ساعدوني.

0 210

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من اكتئاب، لا أشعر بمتعة الحياة، حدث هذا الأمر كله بعد ما تم رفضي من قبل الجامعة والمعاهد الحكومية 13 مرة خلال سنة واحدة، كان لدي طموح وآمال لكن تم رفضي وشعرت بحزن شديد وإحباط وما زلت أشعر بهذا، وفقدت شهيتي، ولم أستطع تقبل الأمر، وأن أكون في المنزل بلا هدف، أعيش في فراغ كبير، انعزلت عن من حولي، أشعر بالحزن والخجل عندما أرى من هم في عمري يدرسون ويحققون طموحاتهم، وأنا فاشلة لست من مستواهن، لا يوجد أي شيء يخرجني من هذه الحالة البائسة، لا أخرج من المنزل إطلاقا، وهذا الأمر مرتبط بأهلي اللذين لا يخرجون من المنزل إلا عند الضرورة القصوى، أصبحت بين أربعة جدران أواجه عداوة أخوتي ومشجارتهم وكرههم لبعض، وهذا يخنقني.

حاولت البحث عن وظيفة تخرجني من هذا الروتين القاتل لكني لم أجد، تقتلني كلمة عاطلة، أحيانا أتعرض للسخرية لأني لم أدخل الجامعة رغم اجتهادي في الثانوية وتخرجي بمعدل جيد.

تفكيري يرهقني ومشاكل أهلي ترهقني لم أعد أحس بالأمان حتى في منزلي، فقدت الأمان عندما صادفت أخي يدخل المنزل سكرانا، أبكاني هذا المنظر كثيرا، زاد من حزني، وتراكمت علي الضغوطات، ولم أعد أعرف ماذا أفعل.

ينتابني خوف من الرفض مرة أخرى في السنة القادمة، لا أظن أنني سوف أحتمل الأمر، لا يوجد من أفضفض له من أصحابي، أتمنى مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وطاعاتكم.

من خلال تدارسي لرسالتك أقول لك: حدث لك ما نسميه بعدم القدرة على التواؤم أو عدم القدرة على التكيف، وهذا نتج منه أنه كانت لك توقعات معينة، آمال معينة، خطط معينة، وهي الانخراط في التعليم الجامعي، إلا أن ذلك لم يتم بالرغم من محاولاتك المتكررة للالتحاق بالدراسة الجامعية.

عدم القدرة على التكيف لا نعتبرها اكتئابا نفسيا بيولوجيا، هي نوع من عسر المزاج الوقتي والظرفي وليس أكثر من ذلك، فهذا هو تشخيص حالتك.

والأمر في غاية البساطة - أيتها الفاضلة الكريمة - الإنسان يجب ألا يأس على ما مضى أبدا، ما مضى قد مضى، وأنت الحمد لله صغيرة في السن، وفرص التعليم كثيرة وكثيرة جدا الآن، وأنت على وجه الخصوص لديك معدل جيد كما ذكرت، فأعتقد يجب أن تتدارسي وبتأني السبب الذي حرمك من الدخول للجامعة في المرة الأولى، ويجب أن تسترشدي بمرشد أكاديمي، معظم الجامعات لديها الآن ما يسمى بالمرشد الأكاديمي الذي يوجهك، حتى التقديم - أي طريقة التقديم للجامعات - بالرغم من أنها بسيطة لكنها في بعض الأحيان نحتاج لمن يعيننا حول هذا الأمر.

فإذا تدارسي الأسباب التي أدت إلى رفض قبولك في المرة الأولى.
ثانيا: استعيني بمرشد أكاديمي ليوجهك حول الكليات وما يناسبك.
ثالثا: يجب أن تكوني واثقة من مقدراتك، وتوكلي على الله، وسيري في هذا الطريق.
الأمر بهذه الكيفية وليس أكثر من ذلك.

الآن يمكن أن تنخرطي في أنشطة كثيرة جدا، يمكن أن تقومي مثلا بدراسة أي كورس متاح في معهد خاص، أو شيء من هذا القبيل، يمكن أن تقرري أن تحفظي مثلا ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وذلك بالانضمام لأحد مراكز تحفيظ القرآن، وهكذا.

إذا هنالك ما يمكن القيام به خلال هذه الفترة، وفي نفس الوقت يكون هنالك تخطيطا سليما وراشدا للمرحلة القادمة، والتعليم متوفر ولا شك في ذلك، هذا أمر يجب أن نتفق عليه.

طبعا مسلك الأخ هذا غير مقبول، وأعتقد أنك يمكن أن تقومي بدور إيجابي جدا في إرشاده ومساعدته في الإقلاع عن تناول الخمر، هذا أيضا دور حياتي ممتاز يمكن أن تقومي به، لا تقللي من شأنك، ولا تحقري مقدراتك في هذا السياق أبدا، هذه رسالة يمكن أن تجندي نفسك لها، وتسألي الله تعالى أن يوفقك، وتكوني -بإذن الله تعالى- أنت السبب في إنقاذ هذا الأخ.

أرجو أن تكوني أكثر انسجاما مع أسرتك، أن تكوني عضوا فاعلا، نظمي وقتك - أيتها الفاضلة الكريمة - مارسي شيئا من الرياضة، هذا كله يساعدك كثيرا في تطوير صحتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات