أريد المثالية في كل أموري..

0 161

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أثق بإسلام ويب منذ زمن، وأشكركم على المجهود الذي تبذلونه مع الناس، رغم أني أعتقد أنكم ستجدون حلولا لمشاكلي النفسية، إلا أني كنت دائما في تردد من إرسال أي شيء.

أنا إنسانة طموحة أبحث عن المثالية في كل شيء، ولكن لا أستطيع العثور عليها رغم المجهود الذي أبذله، نعم أنا أضيع الوقت، ومشوشة التفكير، ومشتتة دائما، وما أريد قوله أنني في تشتت دائم، رغم أنني أدرس في جامعة تساعد علـى تطوير العمل الجماعي والاختلاط مع الناس، ولكن مشكلتي عدم التركيز، سوف أذكر حالتي أو الشعور الذي ينتابني خلال مخالطة أي شخص، أو المجتمع، في الجامعة، أو أي في مكان.

إذا ذهبت إلى الجامعة تركيزي كله يذهب مع الناس الذين من حولي، ولا أهتم لما في يدي مهما كان الهاتف، أو كتاب، أو أي شغل، أو أي فكرة في مخيلتي، لا أستطيع التفكير أبدا، وحتى الناس يقولون عني أني (متنحة) يعني دائما أسرح، أحيانا لا أفهم حقا ما يتحدثون عنه، لا أنجذب إلى الأحاديث، أريد التركيز في أي مكان وزمان، عقلي مشغول في التفكير حتى وقت المذاكرة، وأعاني لكي أركز، أريد أن أكون طبيعية، مع العلم أنني كنت أشك أنني محسودة، منذ سنتين لا أتذكر كنت أعاني من أي رهاب اجتماعي، مع أنني كنت مرحة ولكن الآن أفكر في الذهاب إلى دكتور نفسي، ولكني لا أستطيع بسبب عادات وتقاليد المجتمع، وفي نفس الوقت لا أستطيع الاعتماد على دكتور لا يقدر حالتي، أنا لست مريضة، أنا أحتاج حلول لمشاكلي النفسية التي تواجهني.

أشعر بضيق إذا دخلت مكان لا أعرف أي شخص، أشعر كأني وحيدة، ولا أستطيع قول شيء، وحتـى لو تكلمت نبرت صوتي غير مريحة، هل أعاني من الوسوسة؟ لأن الناس تنظر إلي بنظرة نفس التي في مخيلتي.

في نفس الوقت أشعر باكتئاب لأني أسوف (أؤجل) كثيرا من أشغالي وأعمالي، هل هناك دواء يعالج التفكير والتشتت الذهني (النسيان الكثير)؟ وهل من الممكن أن يكون لدي رهاب اجتماعي وأنا لا أدري؟ وكيف أتفاعل مع من حولي؟

أتمنى رفع معدلي الجامعي من أجل أمي وأبي ومستقبلي، لا أريد الشعور بأن قدراتي محدودة.

أتمنى لكم التوفيق الدائم، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ walaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشخص المثالي دائما يتعذب؛ لأن الحياة غير مثالية، وهناك كثير من الأمور في الحياة تعذب الشخص المثالي عندما لا يرى الأشياء تمشي بالطريقة التي يريدها هو، وعندما يحب أن يفعل أي شيء بالطريقة التي يريدها، والحياة غير ذلك، فهذا يمثل ضغطا نفسيا على الشخص المثالي.

ثانيا: معظم أصحاب هذه الشخصية قلقون بطبعهم، عندهم نوع من القلق والتوتر، ويحبون الإنجاز دائما والعمل، التفكير وعدم التركيز قد يكون نوعا من الضغوط النفسية، قد يكون ناتجا من الضغوط النفسية، إذا كانت هناك ضغوط نفسية ناتجة عن أحداث حياتية معينة، أو حتى سمات الشخصية أيضا عندما يتأقلم الشخص يكون متوترا ومضغوطا نفسيا؛ ولذلك عدم التركيز والسرحان والتفكير الكثير قد تكون أعراضا لهذا القلق والتوتر.

نعم تعانين من نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي، وهو ليس بدرجة كبيرة، ويمكن أن يطلق عليه قلق اجتماعي، والضيق والتوتر عندما تكونين في اجتماعات بها أناس كثيرون، الرهاب الاجتماعي يجب أن يكون فيه نوع من التفادي لهذه المواقف، تفاديا إما كليا وإما جزئيا، مع عرض القلق والتوتر عند التعرض إلى مثل هذه الاجتماعات.

هل هناك دواء؟ نعم، إذا كان التفكير وكثرة النسيان وعدم التركيز ناتج عن اضطراب نفسي مثل القلق والتوتر - أو الاكتئاب - فيعالج السبب، يعطى الدواء للأسباب المسببة للمرض، للقلق وللتوتر أو للاكتئاب، أما إذا كانت ناتجة عن سمات في الشخصية وضغوطات حياة فالدواء هنا لا ينفع، ويجب التعامل مع ضغوط الحياة إما بالعلاج النفسي أو بالاسترخاء، وهناك أشياء يمكنك أن تفعليها بنفسك: ممارسة الرياضة، نصف ساعة في اليوم مشي، أو بعض التمارين الرياضية في البيت، النوم المنتظم في مواعيد مبكرة، أخذ قسط من الراحة، محاولة الترفيه عن النفس وترتيب الوقت، جزء من الوقت للدراسة وجزء للترفيه، وتكون للشخص هوايات أيضا مفيدة، ولا تنسي الالتزام بالصلاة في مواعيدها، وقراءة القرآن، والدعاء والذكر، وترتيب الأولويات في الدراسة، المراجعة المنتظمة دوريا، كل هذه الأشياء تساعد على إزالة التوتر ومن ثم الاستيعاب وزيادة المعدل الأكاديمي، وإذا كل هذه الأشياء لم تكن هناك فائدة منها فيمكنك التواصل مع طبيب نفسي ليقوم بفحصك فحصا كاملا من حيث التاريخ المرضي والحالة العقلية، وإن وجد هناك اضطراب نفسي ما - اكتئاب أو قلق - فسيقوم بإعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات