أشعر بالقهر والحزن والغضب كلما سمعت من يحلل ويحرم برأيه.

0 137

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الضيق والقهر عندما أسمع من يبرر الحرام، فمثلا أختي تحلل سماع الموسيقى إن كان الكلام مباحا، وهذه الفتوى سمعتها من شيخ دين، وقد شعرت بالقهر والحزن، فهل أنا متشددة؟

سألت أختي قبل فترة عن حكم تشقير الحواجب، قالت يجوز للمنقبة، وبعد فترة طلب خطيبها أن تصبغ شعرها، فقررت أن تصبغ حاجبيها، فقلت لها لا يجوز، خاصة أنها غير منقبة، فلم ترد، فغضبت منها لأنها تفتي حسب رغبتها.

أحاول أن أبتعد عن كل ما حرمه الله ورسوله، فأنا أحب الإفتاء جدا، لكن صديقتي نصحتني أن لا أتدخل بالفتاوى، فهل أبتعد؟

أهلي لا يفهموني، لذلك أبكي وأتمنى أن أحضن ربي، ثم أستغفر، فلا أحد يشعر بي غير ربي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن صفات المسلم أنه يغضب إذا انتهكت حرمات الله، فكيف إن كان ذلك الأمر فتيا فيها تحليل لما حرم الله تعالى؛ لأن تأثيرها سيكون أكبر من أن نرى شخصا يشرب الخمر أو يزني مثلا، فمن غضب لذلك فلا يكون متشددا بل ذلك هو موقف المسلم.

هنالك مسائل خلافية بين أهل العلم، فمنهم من يحلل ومنهم من يحرم، فمثل هذه المسائل الأمر فيها أهون طالما والمتحدث فيها عالم معتبر، أو أنه طالب علم ينقلها عنه مع احترام القول الآخر، والعمل بالأحوط أولى في مثل هذه المسائل، والنقاش فيها يكون في الإطار العلمي المحض، ولا ينبغي أن يفسد الود بين المسلمين في مثل هذا الصنف، أو أننا نحمل كرها وبغضا لمن قال بخلاف ما اقتنعنا به.

تشقير المرأة لحواجبها نوع من الزينة وهو جائز لكونه ليس من النمص ولا بمعناه، لكن هذه الزينة لا ينبغي أن تظهر للرجال الأجانب.

ينبغي أن توطني نفسك على الصبر على من خالفك الرأي، وألا تكوني سريعة الانفعال، ولا ينبغي أن تعادي المخالفين ووسعي مداركك العلمية، وتبيني مآخذ أهل العلم واستدلالاتهم، وفرقي بين الراجح والمرجوح، أتمنى أن تواصلي مشوارك العلمي حتى تتسع مداركك وتنمى ملكتك العلمية.

العامي مقلد لأهل العلم المشهورين بالديانة والصلاح والتقى في بلده، ولا ينبغي استجلاب الفتاوى التي تخالف مذهب البلد حتى لا تنتشر الفوضى والصراعات بين المسلمين.

لا تنبغي الفتوى إلا لأهل العلم، وأما طلبة العلم والعامة فيجب أن يحجموا عن ذلك، وإلا كانوا آثمين، فابتعدي عن هذا الباب كونك غير مؤهلة.

قولك إنك تشعرين أنك تتمنين أن تحتضني ربك: هذا قول غير لائق في حق الله تعالى، فالاحتضان إنما يكون للبشر، فاستغفري الله تعالى من هذا القول ولا تعودي لقوله مرة أخرى.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات