أشعر بحزن وعدم الرغبة في إكمال دراستي الجامعية، فما السبب؟

0 159

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 20 سنة، طالبة جامعية، لا أعلم ماذا بي وخاصة في هذه السنة الدراسية، أغلب الوقت أجلس لا أفعل شيئا مفيدا، أكره الدراسة كرها شديدا، ولا أهتم بها، عندما كنت في المدرسة كنت أحصل على امتياز وأستمتع بالدراسة، ولكن منذ أن دخلت الجامعة أكرهها كرها شديدا، وحتى وأنا أكتب لا أريد أن أفكر فيها، لما أتذكر أن علي الذهاب إلى السكن بداية كل أسبوع أرغب بالبكاء، ولا أريد أن أفعل أي شيء، أشتاق لأمي كثيرا، لا أريد الابتعاد عن المنزل أبدا، أشعر بالقلق دوما والخوف، أكره نفسي عندما لا أقوم بشيء مفيد في يومي، أحيانا أرغب بالخروج من الجامعة نهائيا، ولا أريد ان أكملها، ولكن أفكر بأن الشهادة الجامعية ستفيد مستقبلي، وأنا أكتب أبكي، هناك ضيق في قلبي لا يزال إلا عندما أجلس مع أهلي وأنسى الجامعة.

تخصصي القانون ودخلته برغبتي الشخصية وأحبه، ولكن لا أستطيع أن أفتح الكتاب وأستمتع به، جميع أعمالي يتم تأجيلها، لا أريد أن أقول إني ملتزمة في صلاتي، ولكن بدأت بالالتزام من فترة قصيرة، وعندما أستغفر أشعر براحة. لست اجتماعية أبدا، من الممكن أن أتكلم مع زميلة في المحاضرة، ولم أكون علاقة صداقة أبدا، لي سنتان في الجامعة ولم أتعرف على صديقة، أشعر بالوحدة، وكراهية لكل شيء.

عندما يكون عندي امتحان لا أستعد له جيدا، فأدرس قبل يوم الامتحان بيوم، وعندما أدرس يغلب علي شعور الخوف والقلق، وتأتيني نوبة بكاء لا أستطيع أن أتوقف، فيضيع وقتي بالبكاء.

أريد مساعدة منكم لأني تعبت جدا من حياتي، أفكر بشكل مبالغ في أشياء من المستحيل أن تحصل، وطبعا تفكيري يكون سلبيا، فمثلا امتحان المنتصف لم أقدمه بسبب المرض ولدي عذر، لكني تأخرت في تقديمه للكلية، وأخشى أن يرفض الدكتور عذري لأنه تأخر، وهذا يقلقني كثيرا، فأفكر بسلبية أني لن أقدم الامتحان، ولن أحصل على درجة جيدة، وسأرسب وأبكي، وعلى هذا المنوال.

الشيء الوحيد الذي يجعلني أنسى الجامعة بأني أتكلم مع والدتي، وأشعر بتأنيب الضمير لأني لا أفعل ما بوسعي لأجعلها تفتخر بي، ولا أريد أن تفكروا بأن هذا القلق لأجل والدي، وإنما لأجلي أنا ولمستقبلي وحياتي.

أشعر بالإحراج بأن أقول هذا الشيء ولكن فكرت بالانتحار، ولكن أستغفر ربي وأتعوذ من الشيطان بسرعة، إحساسي يقول إن إيماني ضعيف، أرتكب العديد من الأخطاء في حياتي وأندم عليها بعد ذلك.

عندما أقرر أن أبدأ يومي بشكل إيجابي، يحصل لي ما يغير الحال إلى السلبية، ولم أخبر أحدا بمشكلتي، فأنا كتومة جدا، وأحيانا الاكتئاب يغلب علي، بقي على نهاية الفصل الدراسي شهر، ولا أستطيع أن أستعد للامتحانات، وأقوم بنشاطاتي الخاصة لكل مساق، أريد مساعدة لأني لا حيلة لدي غيركم، أريد أن أعرف ما هي مشكلتي، أفيدوني.

وشكرا، وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما زلت صغيرة السن، وفي بداية الحياة الجامعية، ودائما الحياة الجامعية يكون فيها ضغط شديد على الطالب، تغيير الحياة من الثانوية إلى الجامعة، حيث الاعتماد على النفس، والأسلوب المختلف في التعليم، والاختلاط غالبا، وحيث التقدم والنمو في المرحلة العمرية الفاصلة (مرحلة المراهقة) بين الطفولة والاعتماد على الذات، ومع كل هذه الأشياء حصل لك شيء آخر: الابتعاد عن الأهل لظروف الجامعة، وهذا أثر عليك أيضا، فقد تعودت على الحياة مع أهلك خاصة الوالدة، وقد تكون هي التي ترتب لك كل شيء، والآن أنت تعيشين بعيدة عنها، وعليك ضغوط الحياة الجامعية.

الحمد لله أنت مواظبة على الصلاة، واصلي الحفاظ على الصلاة، وأكثري من قراءة القرآن والدعاء، وحافظي على الأذكار -خاصة أذكار الصباح والمساء- وحاولي أن تكوني صداقات، وليست صداقات كثيرة، صديقة أو صديقتان، لأن الصداقة تساعد على تخطي هذه المرحلة، تساعدن بعضكن بعضا، تتكلمين إليهن، تبثين إليهن ما يعتري في داخلك.

إذا كان في الإمكان ممارسة الرياضة، أيضا الرياضة مهمة، رياضة المشي أو القيام ببعض الرياضات الخفيفة يوميا، والنوم المبكر، والتغذية المنظمة، كل هذه الأشياء تساعد على خفض التوتر.

أنا على يقين أنها مرحلة وتنتهي، وقد مر بها كثيرون غيرك، فبإذن الله تمر عليك بسلام، ولكن إن أثرت على الدراسة أو كان هناك اضطراب في النوم بصورة واضحة أو عدم شهية بصورة واضحة، فعليك بمقابلة طبيب نفسي؛ لأنه قد يعطيك بعض العلاجات المناسبة التي تساعدك في اجتياز هذه المرحلة، حتى يستقر الحال لديك وتذهب كل هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات