أعاني من أفكار وخلافات وفقدان لأشخاص وذكريات مؤلمة

0 141

السؤال

السلام عليكم

أشعر بضيق في صدري منذ 3 سنوات، وفيات وخلافات وفقدان لبعض الأشخاص، ذكريات مؤلمة، ومرض وضعف جسدي، خسرت كل شيء وجسمي صار هزيلا.

صرت مشغول البال، أفكر في كل شيء، أفكر في أي مكان وأي وقت أسرح بخيالي لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، لأشياء وهمية، وأحلام بائسة، وأفكار سلبية.

فقدت نجاحي وتركيزي في المذاكرة، وخسرت تقديري وكليتي، وفقدت أصدقائي وأهلي، وصرت أعيش وحدي، وعندي قلق وتوتر، وحركات لا إرادية في رجلي ويدي، لا أدري هل هي من الدواء أم ماذا؟! لا أستطيع النوم بسهولة، وإذا نمت أنام ما يزيد عن 20 ساعة متواصلة.

أكره حياتي، ودائما أدعو على نفسي، وأحيانا أكلم نفسي، مشاكل اجتماعية وخسارة لأقرب الناس إلي، الكل يبتعد عني، وأصبح أنا المخطئ، لا أدري كيف وصلت إلى هذا الحال؟ فقدت مصدر دخلي وأصبحت أموري المالية متعسرة جدا، ما زلت أصلي لله، وهذا هو الشيء الوحيد الذي أظنه خيرا لي، عسى أن يقبضني الله إليه وهو راض عني.

بدأت العلاج بعد استشارة بعض الصيادلة المقربين، وأجمعوا على أنه قلق بسيط، وقالوا: لا شيء بك، وحاول الاسترخاء، وأخذ بعض المهدئات، وصف لي أحدهم فلوزاك ودوجماتيل منذ شهرين ونصف، صرت مستمرا على جرعة فلوزاك 20 مج ودوجامتيل 50 مرة واحدة في اليوم، ولا أجد أي تحسن! وعندي خمول زائد في حركتي ونشاطي، وأحيانا حركات لا إرادية في رجلي، عندي مشكلة أيضا في عباداتي، وأحس بنقص دائم في صلاتي ووضوئي، وأن الله يعاقبني ولا يتقبل مني، لا أجد لي رفيقا، وتعبت من مرضي هذا من أفكار تدور في رأسي، ولا أجد نجاحا في أي شيء.

خسرت كل شيء حرفيا، لا أدري هل هذه استشارة نفسية أم اجتماعية أم ماذا؟ صرت أسرح وأفكر بينما أكتب، تراودني أفكار بالتخلص من حياتي! لا أنجح في أي شيء، وتعبت من المحاولة.

هل هناك أمل في التحسن؟ أريد أن أصبح إنسانا سويا طبيعيا، أريد دواء لكل هذا، هل أنا مريض أم أتوهم المرض؟ رجاء ساعدوني واعتبروني ابنا لكم، ولا تقسوا علي، هل أغير الدواء أم أرفع جرعته أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لا تتوهم، أنت تعاني من أعراض اضطراب نفسي واضح، وهو غالبا اكتئاب، معظم الأعراض التي ذكرتها في استشارتك هي أعراض اكتئاب نفسي، وأيضا تعاني ظروف اجتماعية، فأنت تعيش وحيدا بعيدا عن أهلك، وأنت ما زلت صغير السن.

طالما الفلوزاك استعملته لمدة شهر ونصف ولم يحصل تحسنا على الإطلاق فمن الأفضل تغييره إلى دواء آخر، أما إذا كان هناك تحسنا جزئيا فيمكن زيادة الجرعة، وأقترح عليك تناول (سبرالكس) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام)، سبرالكس عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف – إن شاء الله – يؤدي مفعوله أيضا بعد مرور شهر ونصف، ويمكنك سحب الفلوزاك بالتدريج.

عندما تبدأ بنصف حبة من السبرالكس استعمل الفلوزاك يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك توقف عنه بدون تدرج، واستمر على السبرالكس حبة كاملة، وكما ذكرت بإذن الله سوف تشعر بالتحسن بعد مرور شهر ونصف.

إذا كان هناك إمكانية للتواصل مع معالج نفسي فسوف يفيدك كثيرا، وبخصوص أنك وحيد وتعيش في بلد آخر، تحتاج إلى معالج نفسي ليساعدك من الناحية النفسية، ويقدم لك دعما نفسيا مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات