أخشى النظر في أعين الناس، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 135

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 19 سنة، منذ 5 سنوات راودتني فكرة: لماذا ننظر في عيون بعضنا البعض؟ إلى أن تحولت لوسواس عندي، فلا أستطيع النظر في أعين الناس، وعندما أنظر إليهم أتوتر بطريقة شديدة جدا، ويتوتر من أتحدث معه أيضا، حتى قيل لي: "لماذا أنت متوتر دائما"، "لماذا تنظر لي بتوتر هكذا"؟!

أصبحت أفكر في أعين الناس دائما، وعندما أتكلم أنظر لعيونهم، حتى أنهم ينفرون من نظراتي لهم، ولا أستطيع الكلام بسبب النظر في عيونهم، وعندما أتحدث أتلعثم، ويظهر علي التوتر بوضوح، وهذا ما يؤلمني، كما أعاني من الصداع المستمر، وأصبح وجهي يرجف دائما عند التعامل مع الناس، وأحس بمراقبتهم لي، وعندما أمشي في الشارع أنظر إلى الأرض خوفا من مواجهة أعين الناس.

أريد التخلص من ذلك، لأنني أعيش في عذاب لا يعلمه إلا الله، وأصبحت غير اجتماعي حتى مع أهلي، مع أنني كنت اجتماعيا ومحبوبا في السابق، حتى جاءتني هذه الفكرة، وهذا الوسواس بسبب العزلة الدائمة، وفقدان الأصدقاء، وكنت أحاول أن أعالج نفسي ذاتيا، وأن أنسى هذه الفكرة التافهة، ولكن هذه الفكرة سيطرت علي مرة أخرى، فما هو العلاج، وما الجرعة المناسبة لعمري؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hh Bh حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز، في هذا السن 19 سنة، هي السن التي يبدأ فيها الوسواس دائما، فهو يبدأ ما قبل 20 سنة، ويتنوع الوسواس لأنواع مختلفة، المهم الوسواس واحد، ولكنه يأتي بطرق شتى، ومن بينها وسواس النظر، فقد مر علي أكثر من حالة، والعلاج -يا أخي الكريم- إما أن يكون علاجا دوائيا، أو علاجا سلوكيا معرفيا، والجمع بين الاثنين أفضل.

أحسن أنواع العلاج في سنك هو الفلوكستين، إذ أنه مصرح به في سن المراهقة ومجرب، وهو مضاد للاكتئاب، ولكنه يعالج الوسواس، والجرعة 20 مليجرام بعد الأكل، بعد الظهر يوميا، ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ولكنك تحتاج إلى 6 أسابيع حتى تبدأ تختفي هذه الأعراض، وبعد أن تختفي أعراض الوسواس وتصبح طبيعيا، عليك بالاستمرار فيه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف منه فجأة، إذ أن الفلوكستين لا يحتاج إلى تدرج عند التوقف منه، وإذا كان بإمكانك التواصل مع معالج نفسي، لعمل جلسات سلوكية معرفية مع الدواء فهذا يكون أفضل، وإلا فاستمر في الدواء، -وإن شاء الله- تستطيع التغلب على هذا الوسواس.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات