كيف لي أن أتحول من شخصية تجنبية إلى شخصية اجتماعية؟

0 158

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف لي أن أتحول من شخصية تجنبية إلى شخصية اجتماعية؟ لأن هذا الموضوع أصبح مؤذيا جدا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اختلاف شخصيات الناس أمر جبلي، فهنالك المغرق في الانفتاح والانبساط مع الناس أو الاجتماعي، وهنالك المغرق في الانطواء، وبينهما طائفة متوسطة، فلا هي بالانفتاحية ولا هي بالانطوائية، وخير الأمور الوسط، وشرها الإفراط والتفريط.

نحن لا نطالب الناس بتغير نمط شخصياتهم، فلكل إيجابيات وسلبيات، ولكنا نطالب بالاعتدال فلا إفراط ولا تفريط.

مخالطة الناس في غاية الأهمية، ففي ذلك اكتساب المهارات والاستفادة من سمت الآخرين وسلوكياتهم وخبرتهم وتجاربهم، فخبرتهم وتجربتهم في الحياة تختصر لك المسافات وتعطيك الطريقة الجيدة للتعامل مع الآخرين، وتصقل شخصيتك، وإن كان في مخالطة الناس يجد الإنسان شيئا من الأذى وهذا أمر طبيعي بسبب اختلاف الطبائع، لكن في ذلك أجر عظيم إن احتسب الإنسان ذلك عند الله، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم).

يمكنك كانطلاق نحو الاختلاط بالناس أن تبدئي ببناء علاقات مع أقربائك، وذلك عن طريق التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالواتس أب، وتويتر، وفيس بوك، ومن ثم تتبادلون المعلومات وصولا إلى تبادل الزيارات، لكني أتمنى أن تنتقي صديقاتك انتقاء، وليكن من أصحاب السلوك القويم، ولعلك تدركي مدى تأثير قرين السوء على سلوكيات المرء.

شاركي في الأعمال الاجتماعية والخيرة، فتلك تجعلك تختلطي بفتيات جيدات سيأخذن بيدك -بإذن الله-.

بناء العلاقات يحتاج إلى شيء من الوقت، وليكن ذلك بالتدرج، وابدئي بالأمر الأيسر ثم اليسير حتى تتعودي على التواصل مع بنات جنسك والخلطة بهن.

خالطي زميلاتك في حيك وخارج حيك في المناسبات، وشاركيهن في أفراحهن وعزاهن إن نزل بهن مصاب، التحقي بدار لتحفيظ القرآن الكريم، ففي مثل هذه الأماكن ستجدين بغيتك من الفتيات الصالحات.

وختاما استمعي إلى نصيحة العلامة ابن القيم -رحمه الله- كما في كتابه "مدارج السالكين" إذ يقول: "الضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير؛ كالجمعة والجماعة والأعياد، والحج وتعلم العلم، والجهاد والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات، فإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر".

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات