على الرغم من تناول الدواء لا زال مزاجي متعكرًا، فما الحل؟

0 115

السؤال

السلام عليكم.

أتناول حاليا زولوفت 100مغ باليوم بسبب المزاج السيئ جدا خاصة في الصباح، ويكون مصحوبا بالتوتر.

للأسف لم يحصل تحسن في المزاج على الرغم من مرور 25 يوما على تناول الدواء، وقد جربت من قبل أدوية مثل: البروزاك 20 ، والباروكستين 20، والافكسور 75 بانتظام دائم، ولكن للأسف دون أي تحسن في الحالة المزاجية، أتمنى أن يكون عندكم حل لهذه المشكلة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: قطعا المزاج العام عند الإنسان لا يتحسن فقط من خلال تناول الأدوية، فكثيرا ما يكون عسر المزاج انفعاليا أو تفاعليا – أي أنه مرتبط بشخصية الإنسان أو لظروف معينة – في هذه الحالة لا يوجد اكتئاب بيولوجي بمعاييره التشخيصية المعروفة، في هذه الحالة لا يفيد أبدا الدواء، إنما الذي يفيد هو أن يعدل الإنسان منهجه في الحياة، أن يكون إيجابيا في تفكيره، أن يصر على أن يكون إيجابيا دائما... بهذه الكيفية – أيها الفاضل الكريم – يستطيع الإنسان أن يغير من مزاجه.

أنا لا أنكر دور الأدوية أبدا، أعترف بذلك تماما، لكن الذي وددت أن أوضحه لك أنه ليس جميع أنواع الاكتئاب تستجيب للعلاج الدوائي، وهنالك إجماع أيضا أن جميع أنواع الاكتئاب تتطلب علاجات أخرى غير العلاجات الدوائية، على المستوى السلوكي، على المستوى الفكري، على المستوى الاجتماعي، لا بد للإنسان أن يكون مقداما، وأن يصر على أن يكون إيجابيا، وأن يكون مفيدا وفاعلا، مفيدا لنفسه ولغيره.

أخي الكريم: هذه تتطلب شيئا من الجهد، لأن الاكتئاب محبط ومثبط، ودائما يجرك نحو ما هو سلبي، لكن الله تعالى حبانا بالفكر لأن نتغير، وأعطانا المهارات، وأعطانا الإمكانات، لذا من المهم جدا أن يكون هنالك إصرار شديد من جانبك نحو التغيير.

بالنسبة للدواء؛ أيها الفاضل الكريم: اصبر عليه، فكثير من الأدوية تتطلب وقتا طويلا للبناء الكيميائي، وهذا قد يتطلب شهرين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، والزولفت دواء ممتاز ودواء فاعل.

وبعد شهر من الآن إذا لم تتحسن أعتقد أنك يمكن أن تدعم الزولفت بدواء آخر مثل الـ (بسبار) والذي يعرف علميا باسم (بسبارون)، والجرعة خمسة مليجرامات صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تجعلها عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة ستة أو سبعة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الجرعة.

أيا كانت مشاعرك لا بد أن تركز على ممارسة الرياضة، لا بد أن تركز على النوم الليلي، وعلى حسن إدارة الوقت، وأن تحرص كثيرا على صلواتك، وأن تتلو القرآن على الدوام، وتحافظ على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – ولا تنس الدعاء؛ فإنه سلاح المؤمن، وأن تكون دائما في جانب التفاؤل، وأن تكون لك برامج حياتية يومية تحقق من خلالها أهدافك إن شاء الله تعالى...؛ هكذا يكون العلاج وليس عن طريق الدواء فقط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات