خطيبتي تعاني من خوف واكتئاب وضيق تنفس.. أفيدوني

0 110

السؤال

خطيبتي عمرها 21 سنة، الطول حوالي150، الوزن حوالي43 كجم.

كانت تعاني أحيانا من وغز في الصدر الجهة اليسرى أحيانا، وهم يعيشون في منطقة ليس فيها أخصائيين مؤهلين، السنة الماضية سافروا في رحلة إلى مدينة أخرى، وأجرت فحوصات عند أحد الأطباء تخطيط قلب إيكو، قال الدكتور كل شيء سليم، واحتمال بسبب القولون.

قبل ستة أشهر حدث موقف أمامها حيث إن أخاها حاول قتل أبيها بالسكين بسبب أنه يريد من أبيها أن يكتب أمواله باسمه، حيث كان في حالة عصبية تحت تأثير الحبوب، وهي تعيش مع أمها وأبيها وأخيها الصغير في شقة، وأخوها المتزوج في شقة أخرى من البيت، وحاولت وأمها وأخوها الدفاع عن أبيها وأصيبت بجرح بيدها، وشعرت وقتها بقهر شديد وخوف شديد، واكتئاب وبنفس الوقت شعرت بانقباض شديد في صدرها في الجهة اليسرى، وكان من يمسكها بقوة فيه، وكمان بيدها اليسرى، وضيق تنفس وصارت تخاف من الظلام بشدة، والآن صار يأتيها وجع في الجهة اليسرى من الصدر، وانقباض ووجع في صدرها ويدها اليسرى يستمر يوما يومين متقطعين، ثم يزول أياما ثم يعود أياما، وإذا جاءها الوجع وتحركت كثيرا أو تشتغل يزيد أكثر، وأصبحت تنقبض بسرعة من أبسط الأشياء.

مؤخرا -الحمد لله- راح عنها الخوف الشديد من الظلام وما صارت تضطرب وترتعش بشدة لكن الوجع مستمر أياما يجيء وأياما يروح.

المشكلة حاليا أنهم في منطقة فيها أطباء ليسوا مؤهلين وليس هناك أجهزة، وهي لا تريد أن تقلق أبيها وأمها فتقول شيء خفيف، وتخفي ألمها؛ لأن سفرهم مكلف جدا ومرهق جدا، وأنا قلق عليها جدا، وصرت أخاف عليها كثيرا، وباقي على زواجنا أكثر من سنة ونصف، وبعدها ممكن أعالجها؛ لأني أعيش بمنطقة فيها مستشفيات متخصصة.

ما هذا الوجع بالضبط؟ وما الذي ممكن تعمله خطيبتي لأجل تخف هذه الأوجاع؟

وجزاكم الله كل الخير، وكثر من أمثالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد العلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لخطيبتك الشفاء.

أيها الفاضل الكريم: هذه الابنة ما أصابها حقيقة هو نوع من القلق النفسي، هذا بصفة عامة، من الواضح أنها شخصية طيبة وحساسة، ولكنها قلقة في ذات الوقت، والقلق والتوترات قد تظهر في صورة جسدية، وهذا نسميه بالقلق المقنع، بمعنى أن الأعراض لا تظهر كأعراض نفسية من الوهلة الأولى، إنما تنعكس على الجسد وتظهر في شكل نغزات في الصدر مثلا، أو توترات عضلية هنا وهناك، وهذه الحالات شائعة جدا، وكثير من الناس تتمركز أعراضهم حول الصد؛، لأن الصدر فيه القلب، والقلب هو مركز الحياة.

فيا أيها الفاضل الكريم: ما حدث لها – وأقول لك بوضوح شديد – هي أعراض نسميها (نفسوجسدية) ناتجة من القلق، وقلقها يظهر أنه قلق داخلي وقلق مقنع.

هذه الحالة حالة بسيطة -إن شاء الله تعالى-، وهذه الفتاة محتاجة أن تتناسى هذه الأعراض، ويجب ألا تتخوف أبدا حول أمراض القلب، قلبها سليم -إن شاء الله تعالى-، وتصرف انتباهها بأن تشغل نفسها في أمور الحياة الأخرى، ويا حبذا لو عجلت بالزواج؛ لأن ذلك سوف يساعدها كثيرا.

قطعا الحادثة الشنيعة التي حدثت أمامها – وهي محاولة اعتداء الابن على والده – تركت لديها أيضا مشاعر نفسية سلبية، وربما يكون أصابها شيء مما نسميه بـ (عصاب ما بعد الصدمة) وهو نوع من القلق الشديد، وشعور باليقظة الزائدة، وتذكر لحظات ذلك الحدث في أوقات متكررة من اليوم، هذا – يا أخي – قطعا يجعل الإنسان في وضع نفسي غير سليم وغير إيجابي.

أعتقد أن هذا الحادث أثر عليها سلبيا، لكن -الحمد لله تعالى- الأمور الآن قد استوت بصورة أفضل، والإنسان ينسى ويتناسى أحيانا.

هذه الفتاة تحتاج لأحد الأدوية البسيطة جدا، دواء مضاد لقلق المخاوف، وتحتاج له بجرعة صغيرة، الدواء اسمه (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال)، وربما يوجد في اليمن تحت مسميات تجارية أخرى.

الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما؛ لأن قوة الحبة هي خمسين مليجراما – تستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفف الجرعة وتجعلها نصف حبة ليلا لمدة عشرين يوما، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرين يوما أخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الجرعة الكلية للسيرترالين هي مائتي مليجرام – أي أربع حبات في اليوم – لكن هذه الفتاة لا تحتاج لأكثر من حبة واحدة كما ذكرت، والدواء لا يسبب الإدمان، لا يؤثر على الهرمونات عند النساء، ويعتبر سليما جدا، -وإن شاء الله تعالى- سوف يفيدها كثيرا؛ لأنه من أفضل الأدوية التي تعالج القلق والتوترات والمخاوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات