ما هو العلاج الأفضل لنوبات الهلع والقلق؟

0 137

السؤال

السلام عليكم.

سبق أن قمت باستشارات كثيرة، وأفادتني توجيهات الدكتور محمد عبد العليم الاختصاصي النفسي.

عمري 29 سنة، عاطل عن العمل، أعاني سابقا من نوبات هلع وأعراض نفسوجسدية مزعجة جدا، مثل الدوخة والتعرق ورجفة يدي ورجلي، وأعراض كثيرة، وزرت مستشفى حكومي وفتحت ملفا، وزرت الدكتور وصرف لي سيروكسات سي ار2 .25، العلاج ممتاز جدا، واستمريت عليه لمدة 14 شهرا، فقط سبب لي زيادة بالوزن شديدة، ولا مبالاة، ولكنه علاج له نتيجة ممتازة من أول شهر.

أريد أن أتوقف عنه، وخائف من أن ترجع النوبات أو الأعراض الجسدية، علما أني مدمن قراءة بالنت عن النوبات، وعجزت عن إيقاف قراءة ذلك، وعندي أفكار سلبية، وشبه توتر، والتوتر بين فترات يجيء بالأفكار السلبية يوميا أفكر بالماضي وأمور قهرتني من قبل.

ما رأيك يا دكتور؟ أريد التوقف عن العلاج بالتدريج، ولكن ما هي الخطوات؟ وهل هناك علاج آخذه عند اللزوم، إذا رجعت النوبة؟ لأني شخص قلق، وخائف نوعا ما، وكل أعراض الهلع مرت علي، سواء جسدية أو غيرها.

قرأت عن الدواء أنه ربما يسبب الانتحار أو التفكير بالانتحار، وأنا منذ فترة أفكر بالانتحار، تفكيرا غير جاد، ولكنني في الوقت خائف من الانتحار وأخاف أن أفكر فيه، فأرجو توجيهي، وإذا وجد علاج آخر فدلوني عليه للاستخدام عند اللزوم، وهل إذا توقفت عن سيروكسات سيرجع وزني للطبيعي.

أرجو الإفادة، والله يجزيكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك – أخي الكريم - على ثقتك في شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: أريد أن أبدأ بالنقطة الأخيرة، وهي العلاقة ما بين التفكير في الانتحار وتناول الزيروكسات؟ هذا الأمر ليس بالجديد، كتب عنه الكثير، وهنالك أبحاث كثيرة جدا متباينة، لا يوجد رأي واحد صارم، لكن الرأي الأرجح هو أن بعض اليافعين والصبية والمراهقين إذا كان لديهم توترات وتناولوا هذا الدواء ربما تأتيهم بعض الأفكار الانتحارية، لذا ننصح ألا يتم تناول الدواء قبل سن الـ 18، لكن بالنسبة لمن هو في عمرك ليس هنالك أي أثر سلبي من الدواء، على العكس تماما، هو دواء سليم، ودواء فاعل، وأنا أقول لك: حتى الذين تأتيهم هذه الأفكار لا يقدمون إن شاء الله تعالى على الانتحار.

والأمر الثاني – وهو ذو علاقة بكونك مسلم وشاب، ما الذي يجعلك تفكر في الانتحار؟ الحياة طيبة، وهي هبة الله تعالى لنا، ويجب أن نسعى في هذه الدنيا، وأن نعمر الأرض، وأن نثابر، وأن نعبد الله تعالى بالحق، وأن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا، حتى وإن أتى النكد والكرب في بعض الأحيان فهي -إن شاء الله تعالى- زائلة، اجعل تفكيرك وشعورك إيجابيا أيها الفاضل الكريم.

أعتقد عدم وجود عمل إشكالية كبيرة بالنسبة لك، فلابد أن تبحث عن عمل، وقيمة الرجل في العمل، وتطوير المهارات والمقدرات المعرفية، والشعور بقيمة الذات لا تأتي إلا من خلال العمل، فأرجو أن تبحث عن عمل، أي نوع من العمل، هذه وصيتي لك ونصيحتي لك.

أريدك أن تتواصل اجتماعيا، وقيم علاقتك الاجتماعية، هل فعلا أنت إنسان فعال؟ هل لديك صداقات فاعلة ممتازة؟ مع الصالحين من الناس؟ هل أنت واصل لرحمك؟ هل أنت تلبي الدعوات؟ هل أنت تسير في الجنائز؟ فهذه كلها أمور مهمة جدا للإنسان حتى يعالج نفسه نفسيا، فاحرص عليها، وأنا أوصيك بها أيها الفاضل الكريم.

عليك أيضا بالقراءة والاطلاع، هذا مفيد جدا، ولابد أن يكون لك ورد قرآني يومي، تدبر القرآن وتفهمه واستنباطه والعمل به من أعظم ما يمكن أن يهديه الإنسان لنفسه.

بالنسبة للدواء – أخي الكريم -: نعم الزيروكسات يمكن أن تتوقف عنه بالتدرج البطيء، لأنه دواء كثير الآثار الجانبية إذا تم الانسحاب والتوقف منه بسرعة.

من الأدوية التي يمكن تناولها عند اللزوم – عند التوترات – عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، في حالة الضجر والقلق والتوتر يمكن أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة يومين أو ثلاثة، ثم تتوقف عن تناوله. هو دواء غير إدماني، وإن شاء الله تعالى بهذه الجرعة بسيطة التي تتناولها عند اللزوم لن يحدث لك زيادة في الوزن، وبعد التوقف من الزيروكسات -إن شاء الله تعالى- الوزن سيبدأ في النزول، لكن ساعد نفسك من خلال ممارسة الرياضة، وأيضا احرص على الانضباط الغذائي، هذه مهمة جدا.

أخي: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأنا سعدت جدا برسالتك وتواصلك معنا، وأسأل الله لك العافية، ونصيحتي لك مرة أخرى: لابد أن تجد عملا، أرجوك.

مواد ذات صلة

الاستشارات