أعاني من رعشة عند الغضب قد توصلني للسقوط على الأرض، ما العلاج؟

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استشارتي اليوم عن شيء يؤرقني كثيرا.

أنا شاب عمري٢١ سنة، حياتي مستقرة نوعا ما، مشكلتي أني أعاني من رعشة في الجسم كله، وخاصة في اليدين، والموضوع هذا دمر حياتي؛ لأني لا أقدر أن أقف متزنا، وأنا في حالة ارتكاز، أو وأنا ساجد أو أحمل شيئا أو عندما ألعب رياضة، وخصوصا عند تمرين الضغط أجد جسمي كله يرتعش، الموضوع زاد بعد حادثة انهيار عصبى في الثانوية العامة، بعد شجار بين أمي وأختي بسبب الدراسة، وصلت لدرجة أني من العصبية وقعت على الأرض وجسمي كله بدأ ينتفض، وعلمت بعد أن فقت وبعد ليلة مريرة جدا أني تعرضت لانهيار عصبي أو صرع أو كما يسمى، وكتبت الطبيبة لي أدوية مثل المهدئات، والجميع بدأ يعاملني على أني مريض ولا يجب أن أغضب، مع أن طبعي هادئ طوال عمري من الصغر.

حاليا بمجرد ما يحصل لي موقف صعب ولو حتى من وجهة نظري أنه صعب، جسمي كله يبدأ يرتعش، وأتعرق كثيرا، ورعشة اليدين تسبب لي إحراج بشكل يدمرني نفسيا، وتجعل بداخلي تراكمات ومشاحنات تجاه أمي وأختي! سمعت كلاما كثيرا مثل أني سأكون طوال عمري على هذه الحالة أو أن هذا حسد أو سحر.

الارتعاش والتوتر له أوقات وأوقات، وليس دائما لكن فعلا عندما أوضع في موقف شجار أو موقف يتطلب أن أتكلم بحدة أو بشكل رسمي أو أعنف أحدا، جسمي كله يبدأ يرتعش.

أرجو الجواب في أقرب فرصة؛ لأني تعبت وحياتي اسودت، وأصبحت إنسانا مشوشا ومترددا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك أنك واضح التعبير، ورسالتك مفهومة جدا، وأقول لك أن مشكلتك بسيطة، غالبا يكون لديك شيء من قلق المخاوف، أو غالبا أن شخصيتك حساسة، لذا تحصل لك هذه الانفعالات الشديدة في بعض المواقف والمواجهات الاجتماعية.

هذا ليس مرضا، هي مجرد ظاهرة. أول ما تبدأ به هو أن تجري فحوصات عامة؛ لأن فقر الدم قد يؤدي إلى الارتعاش، وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية أيضا قد يؤدي إلى نوع من التوتر والارتعاش، فأرجو أن تتأكد من أن فحوصاتك الأساسية سليمة.

الأمر الثاني هو: أن تهيئ نفسك فكريا، وتكون أكثر إيجابية، بمعنى أن لا تقبل الفكر السلبي، أن تعطي نفسك الثقة بها، بأن تقول لنفسك (أنا أملك القوة الذهنية والجسدية والفكرية، ما الذي يجعلني أكون بهذه الكيفية؟).

والنقطة الثالثة هي: أن تبني علاقات اجتماعية ممتازة مع الصالحين من الشباب، هنا سوف تحس بالقوة النفسية والجسدية، ويكون لديك القدرة على التفاعل الاجتماعي، لأن التفاعل الاجتماعي يحسن كثيرا من أداء الإنسان الجسدي، ويقل الارتعاش والتوتر والعصبية.

أخي الفاضل: أنت محتاج لممارسة الرياضة، الرياضة الجماعية على وجه الخصوص ستكون ذات فائدة عظيمة لك جدا، ممارسة كرة القدم مثلا، السباحة الجماعية، كرة السلة، كرة اليد، التنس، هذا كله فيه خير ومنفعة بالنسبة لك، فأرجو أن تمارس إحدى هذه الرياضات.

أخي الكريم: أيضا اجعل لحياتك هدفا، ما هو الهدف الذي تريد أن تحققه في الحياة، وضع الطرق والآليات والوسائل التي توصلك إلى أهدافك.

من المهم جدا أن تكون ملتزما بصلاتك، وتكون لك رفقة طيبة، والدعاء دائما هو سلاح المؤمن، يبعث فيك طمأنينة عظيمة.

هنالك بعض الأدوية البسيطة -إن شاء الله- تساعدك أيضا في إزالة هذا الارتعاش والتوتر، أحد الأدوية يسمى (إندرال) ويسمى علميا (بروبرالانول)، هو من الأدوية البسيطة والجيدة، والجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

الإندرال لا يسمح باستعماله للذين يعانون من الربو في الصدر، وإن كانت هذه الجرعة صغيرة، لكن أيضا كنوع من التحوط وإجراء السلامة لا ننصح باستعماله في مثل هذه الحالات.

ربما أيضا تناول أحد مضادات القلق والتوترات والمخاوف قد يفيدك كثيرا، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (مودابكس) واسمه العلمي (سيرترالين)، يمكن أن تتناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء في الأصل هو مضاد للاكتئاب، لكنه أيضا يفيد في علاج القلق والتوترات والمخاوف، والحمد لله أنت لست مكتئبا. الجرعة التي وصفناها لك هي جرعة للقلق وللتوتر وللمخاوف، وسوف تفيدك كثيرا جدا، والدواء غير إدماني، وليس له آثار جانبية ضارة.

وللفائدة راجع علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701).

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات