أخاف من السفر وأتناول دواء (السيبرالكس) فهل هو مناسب؟

0 136

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: شكر خاص لمن قام بعمل هذا المنتدى الرائع وجعله الله في موازين حسناته، وكذلك ألف شكر للدكتور/ محمد عبد العليم لكلامه الطيب والنافع، والمطمئن للناس، أطال الله في عمره ووسع الله رزقه.

ثانيا: كنت أعاني من الخوف من السفر، حيث إنني لم أسافر منذ 3 سنوات، ثم تغيرت حالتي إلى الأسوأ، وعدم الرغبة في العلاج النفسي، حيث كنت لا أرغب في العلاج النفسي، لكني انجبرت وقتها للذهاب إلى الدكتور النفساني، فصرف لي دواء سيبرالكس 20 ملجم يوميا لمدة سنة، فاستخدمت العلاج، وتحسنت حالتي بنسبة 85٪‏، وصرت أسافر، وحينما اكتملت سنة قللت الدواء من تلقاء نفسي إلى 15 ملجم لمدة أسبوعين، ثم إلى 10 إلى الآن، ثم صرت أستعمل العلاج يوما وبعض الأحيان يومين، ثم تركته فجأة، فلم أستخدمه لمدة أسبوع، بعدها صليت الفجر في جماعة وجاءني شعور أني لم أعد أحس بنفسي، حتى أنني أصبحت أقول (كيف أرى بالعين وماذا داخل العين؟).

إذا رأيت الناس أو الأماكن أشعر بخوف شديد ثم أغلق عيني أو أخفض رأسي للأسفل لكي أحس بنفسي، ثم رجعت إلى العلاج مرة أخرى بـ10 ملجم (منذ أن شعرت بالتعب حتى الآن) يعني أسبوعا ونصف، ولم أتحسن، وقلت في نفسي من المحتمل أن يكون من توقفي لدواء السيبرالكس، فبماذا تنصحني هل أزيد الجرعة، أم ماذا؟ وهل هذا العلاج الصحيح أم ماذا؟ وهل سيبقى معي مدى الحياة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك – أخي الكريم – على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

أيها الفاضل الكريم: قلق المخاوف علة شائعة جدا، وأهم شيء لعلاجها هو أن يحقرها الإنسان، وأن يعرف أن كل مشاعره ليست حقيقية، فيها جزء كبير جدا مبالغ فيه، والإصرار على القيام بما هو مضاد للمشاعر دائما يعطي الإنسان الثقة في نفسه ويتخلص من مشكلته.

فيا أخي الكريم: اجعل لنفسك منهجا يقوم على أساس ما ذكرته لك من منهج سلوكي. ويا أخي: الإكثار من التواصل الاجتماعي يساعد على القضاء على الخوف من السفر، كذلك الحرص على صلاة الجماعة، خاصة التنقل بين المساجد، وجدته أيضا من خلال الدراسة مفيدا جدا. فهذه المنهجيات يجب أن تركز عليها كثيرا.

العلاج الدوائي نعتبره جزءا مهما، لكن أنا لا أريد الناس تعتقد أن الدواء هو الوسيلة الوحيدة، كلا.. بل هو أحد الوسائل، السبرالكس دواء ممتاز جدا، يعاب عليه أنه حين يتوقف منه الإنسان قد تحدث بعض الأعراض الانسحابية، وهذه تعجل في ظهور الأعراض المرضية مرة أخرى، أنت بالفعل خفضت الجرعة بصورة جيدة، لكن حين بدأت تتناوله بجرعة يوم بعد يوم أو بعد يومين، هذا أعتقد أنه أدى إلى شيء من عدم الاستقرار الكيميائي على مستوى الموصلات العصبية الدماغية، خاصة مادة السيروتونين.

عموما أنت الآن رجعت للسبرالكس، وأنا أقول لك استمر عليه، وحين تكمل أربعة أسابيع إذا لم تتحسن بنسبة خمسين بالمائة ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما دون تردد، واستمر عليها مثلا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام، نستطيع أن نقول لمدة ستة أشهر أخرى.

حين تريد التوقف عن السبرالكس يفضل أن تتناول معه الـ (بروزاك/فلوكستين)، يعني مثلا بعد انقضاء الستة أشهر استمر على جرعة عشرة مليجرام من السبرالكس، لكن تناول معه كبسولة واحدة من البروزاك (عشرون مليجراما)، السبب في ذلك أن البروزاك له خاصية وجود إفرازات ثانوية تخرج من هذا الدواء، وهذا يجعله لا يؤدي إلى أي أعراض انسحابية، حين تتناول الدواءين مع بعض لمدة شهرين مثلا، بعد ذلك اجعل السبرالكس خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر آخر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرين يوما، وأنت تكون مستمرا على البروزاك، وبعد أن تتوقف من السبرالكس كليا استمر على البروزاك لمدة شهر، ثم تناوله كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

بهذه الطريقة – أخي الكريم – حسب تجاربي لن يحدث لك -إن شاء الله- أي عرض انسحابي، أو نوع من الارتداد للأعراض، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء – أخي الكريم – وأنا سعيد جدا برسالتك هذه وثقتك في الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات