أصبت بعد الولادة باكتئاب بسيط تحول لاختلال الأنية، فما تعليقكم؟

0 127

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وبعد الولادة أصبت باكتئاب بسيط لفترة، ومن ثم جاءتني حالة قرأت وعرفت أنها اختلال الأنية، ولكنني لم أهتم لها، وأعاني منذ زمن من الأفكار الوسواسية لكنها لا تزعجني، والفكرة التي تتعبني هي الشعور أني لست أنا، وأن من حولي أناس آخرون غير الذين أعرفهم.

أرجوكم ساعدوني في التخلص من هذا التفكير، علما أنه لا أحد يعلم بحالتي إلا زوجي، وأيضا لم أراجع الطبيب ولا أريد مراجعته، وأيضا فقدت الثقة في النفسي، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زينب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعد الولادة أربعين بالمائة من النساء قد يكن عرضة لتقلبات مزاجية أو علل نفسية مصاحبة، وهذه الحالات نستطيع أن نقول خمسين بالمائة منها يمكن أن تنتهي تلقائيا، والخمسين المائة الأخرى تحتاج للعلاج، خاصة إذا كان هنالك تاريخ مرضي، وأقصد بذلك مرض نفسي في الأسرة.

وتكثر اضطرابات الاكتئاب والقلق والتوتر والمخاوف والوساوس بعد الولادة الأولى، خاصة إذا كانت الولادة صعبة أو كانت قيصرية.

عموما من ملاحظتي -إن شاء الله تعالى- حالتك بسيطة، فالاكتئاب كان بسيطا، وأحسب أنه قد انتهى وقد انقشع، والآن أنت تتحدثين عما أسميته باضطراب الأنية، أنا لا ألاحظ أنه لديك اضطراب أنية حقيقي، لديك قلق، ولديك أفكار وسواسية.

طريقة تأويلك لأفكارك ليست دليلا على اضطراب في الأنية أو التغرب عن الذات -كما نحب أن نسميها– إنما هي نوع من القلق الوسواسي الذي هيمن عليك، وهذا – أيتها الفاضلة الكريمة – يعالج ببساطة شديدة، هنالك أدوية متميزة وممتازة وسليمة، حتى مع الرضاعة، خاصة إذا كان عمر الطفل قد تعدى ثلاثة أشهر.

تكلمي مع زوجك الكريم، واذهبي إلى طبيب نفسي، وأنا أعتقد أن عقار (زيروكسات) أو عقار (زولفت)، والزيروكسات يسمى علميا (باروكستين)، والزولفت يسمى علميا (سيرترالين)، ستكون من الأدوية الممتازة جدا التي تجعل هذه الوسوسة وعدم الاستقرار النفسي ينتهي تماما، وسوف تحسين أيضا أن هنالك تحسنا كبيرا في مزاجك.

فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، عدم الذهاب إلى الطبيب ليس أمرا صحيحا أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات