أحس بالموت في أي لحظة حتى وأنا آكل أو أصلي!

0 136

السؤال

السلام عليكم

أنا مهندسة مدنية، عزباء تخرجت منذ 6 سنين، ولا زلت إلى الآن لا أعمل، عندما أنظر إلى جميع قريناتي متزوجات ولديهن عمل، وأنظر إلى نفسي فيصيبني الإحباط والقنوط وأنادي نفسي بالفاشلة، بدأ الفراغ يسيطر على حياتي، ويضيق علي، سافرت كثيرا وارتديت أفخم الماركات، ولكن كل شيء يخنق، لا أحس بطعم الحياة، حتى عندما أضحك أحس أنه لا بد أن أتنكد، وأتذكر حياتي والفراغ.

الآن أنا خارج بلدي في سياحة، ولكن نفسي تخنقني، بدأ عندي منذ فترة شعور بأني سوف أموت في أي لحظة، وبأي طريقة حتى وأنا أشرب القهوة أحس أني سأموت فيها، وإذا خرجت مكانا أيضا أظن أنها نهايتي.

أحس أنه يمكن أن أموت في أي مكان، منذ حوالي شهرين ماتت بنت كنت أعرفها حرقا رحمها الله وأدخلها فسيح جناته، ومن يومها أحس أني سأموت وأن هذه إشارة من رب العالمين لقرب أجلي.

أصبحت أخاف أن أصلي ومن قراءه القرآن لدرجة أني أخاف من أن أموت وأنا أصلي، أصبحت إذا خرجت لشراء الملابس يأتيني صوت ويخبرني لماذا تشتري وآخرتك للقبر!

أخاف من القبر وما بعد القبر، وكيف سوف أصبح وحيدة في القبر بظلمته، وكيف سوف أجيب على سؤال الملكين، صرت أخاف إذا مت من سكرات الموت، من الكفن، من أن يكون رب العالمين غير راض عني، وأخاف من نار جهنم، وأن يكون علي ذنوب كثيرة، وأخاف من النوم، أخاف من كل لحظه في حياتي أن تكون الأخيرة.

أفيدوني، ودعواتكم لي بالتخفيف مما أعانيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في أول استشاراتك في الشبكة الإسلامية.

من الواضح – أيتها الفاضلة الكريمة – أنك إنسانة صاحبة مقدرات، وصاحبة إمكانات، ولديك القوة المعرفية الممتازة والجيدة، والتي ساعدتك في التحصيل الأكاديمي الجيد والتخرج كمهندسة.

الآن هذه الطاقات النفسية الإيجابية تحولت ولو جزئيا إلى طاقات نفسية سلبية، أصبحت طاقات وسواسية قلقية، جلبت لك المخاوف... وهكذا، لكن يمكن أن تحولي هذه العادت والطاقات نفسها لتصبح إيجابية أكثر.

أريدك أولا أن تحقري هذا الفكر الوسواسي، وهو الخوف من الموت، الخوف من الموت يجب أن يكون خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا؛ لأن الخوف الشرعي من الموت يجعل الإنسان يعمل لآخرته، ويعيش دنياه بقوة، الموت آت، الموت لا شك فيه، الموت لا مشورة أو استشارة حوله، ولكن في ذات الوقت لابد أن تكون هناك قناعة تامة ومطلقة أن الموت بيد الله تعالى، والآجال بيد الله تعالى، وهي مكتوبة من الأزل.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة لماذا تفكرين في أمر لا حيلة لك فيه أبدا؟ وفي ذات الوقت يمكن أن نستثمره ونجعله خوفا إيجابيا كما ذكرت لك.

الأفكار التي تأتيك هي أفكار وسواسية، خاصة حول الموت، والكفن، والسكرات، والقبر... هذا كله وسواس، ودائما استبدلي الوسواس بالدعاء، اسألي الله تعالى أن يحسن خاتمتك، اسألي الله تعالى أن يجعل خير عمرك آخره، وخير عملك خواتمه، وخير أيامك يوم أن نلقاه، اسألي الله تعالى أن يجعلنا وإياك في جنات النعيم... وهكذا.

لا تستسلمي لهذا الفكر، إنما يحقر ويستبدل، هذا هو المبدأ السلوكي المطلوب.

بالنسبة للعمل: أنت إنسانة من المفترض أن تكوني مهنية، لم توفقي حتى الآن في وجود عمل، أنا أرى أن تبحثي عن بدائل أخرى، مثلا أن تنضمي لمكتب هندسي كمتطوعة، هذا يشبع رغباتك ويطور مهاراتك، ويعطيك الفرصة؛ لأن تجدي عملا.

بهذه الكيفية أعتقد أنك يمكن أن تقدمي لنفسك الكثير، أو انخرطي في دراسات جامعية أخرى، الحصول على الماجستير، أو على الدكتوراه، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يحل الكثير من مشاكلك.

أما بخصوص الزواج، فاسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وكوني امرأة صالحة، وأحسب أنك صالحة، وسوف يأتيك -إن شاء الله تعالى- الزوج الصالح، هكذا تؤخذ الأمور.

أريدك أن تحسني إدارة وقتك – أيتها الفاضلة الكريمة –؛ لأن حسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، ممارسة الرياضة، مساعدة الآخرين، التفاني من أجل الأسرة... هذه كلها علاجات ممتازة لعلاج الخوف والقلق والتوتر، وبذلك تكوني قد حولت طاقاتك النفسية السلبية إلى طاقات إيجابية.

أنا أرى أنه سيكون من الحكمة أن تقابلي طبيبا نفسيا ليعطيك المزيد من الإرشاد، وليصرف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، هنالك عقار يعرف باسم (سبرالكس) وآخر يعرف باسم (زولفت)، وثالث يعرف باسم (باروكستين) أو (زيروكسات)، كلها أدوية رائعة، وكلها أدوية ممتازة، وأنت تحتاجين لأحد هذه الأدوية ليكمل الطيف العلاجي الذي وصفناه لك.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات