تسارع في القلب وضيق تنفس جعلاني أخشى الموت، فما الحل؟

0 138

السؤال

السلام عليكم.

عمري 26 سنة، قبل ثلاثة أسابيع تناولت حبة مسكن للأسنان، وأحسست بأنها علقت بحلقي، فأصبح لدي تسارع في ضربات القلب وضيق نفس وتوتر وقلق وألم ووخز في الصدر وأعراض قولون عصبي وخوف من الموت، وأصبحت أفكر كثيرا، وضعفت شهيتي، حيث نزل وزني، أصبحت هذه الأعراض تأتي يوميا.

ذهبت إلى طبيب باطني وقلب، وعمل لي تخطيطا للقلب وصورة إيكو، وكانت النتيجة سليمة، وأجريت جميع الفحوصات للدم والغدة والكلى، وجميعها سليمة، ووصف لي الطبيب دواء zelax 10mg حبة بعد الأكل ودواء deanxit حبة يوميا، لمدة أسبوع، لكني لم أخذ الدواء خوفا من الإدمان.

ما زالت الأعراض مستمرة، وأخاف من الموت، فهل هذه الأعراض خطيرة؟ أنا أثق بصفحتكم كل الثقة وأريد منكم مساعدتي، وهل يوجد هذا الدواء في قطر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.

النوبة التي حدثت لك من تسارع في ضربات القلب وضيق في التنفس وتوتر وقلق ووخز في الصدر وآلام في البطن وخوف من الموت: هذه نسميها بنوبة فزع أو نوبة هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يأتي بدون أي مقدمات وبدون أي مسببات، أو ربما يأتي بعد أسباب واهية جدا وبسيطة، وهذا هو الذي حدث لك، بعد تناولك مسكن الأسنان أتاك هذا الشعور بأن الحبة قد علقت بحلقك، وهذا قطعا سبب واهي وليس مهما، وبعد ذلك دخلت في هذه التفاعلات النفسية التي تمثلت وتجسدت فيما نسميه بنوبة الهلع أو الفزع أو الهرع.

وهذه النوبات ليست خطيرة، لكنها مزعجة لصاحبها، تجربة سخيفة – كما وصفها لي أحد الأخوة الذين حضروا إلي في العيادة -.

أنا أطمئنك أن الحالة بسيطة، تعالج عن طريق التجاهل التام، وممارسة الرياضة، وكذلك ممارسة التمارين الاسترخائية. وتناول الدواء قطعا يساعد ويساعد كثيرا في اختفاء هذه الحالة.

الدواء ليس إدمانيا – أنا أؤكد لك – وأنا أحبذ أن تتناوليه لفترة قصيرة، لأن هذا التفكير السلبي حول الموت يؤدي إلى وسوسة كثيرة.

الزيلاك – والذي يعرف باسم استالوبرام – دواء ممتاز، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة مليجرامات) يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعليها عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بهذه الكيفية وهذه الجرعة الصغيرة من هذا الدواء لن تحدث لك أي تأثيرات سلبية ناتجة من الدواء، خاصة أنه ليس إدمانيا، ولا يؤثر أبدا على الهرمونات النسائية، ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، وهذا لا يحدث لجميع الناس. والأمر الثاني: يجب أن يتم التوقف عنه بتدرج، لأن التوقف المفاجئ منه قد يؤدي إلى آثار انسحابية، من خلاله يحس الإنسان بشيء من القلق، وربما الدوخة، لكن إذا تم تناوله بالكيفية التي ذكرتها لك فهذا لن يحدث.

بالنسبة للديناكسيت: تناوليه لمدة شهر واحد فقط، حبة واحدة في اليوم. هو دواء يدعم الزيلاك، ودواء سريع جدا في فعاليته لعلاج القلق، لكن لا نحبذ استعماله لفترة طويلة عند الإناث، لأنه قد يرفع من هرمون الحليب – والذي يسمى برولاكتين – وإذا حدث شيء من هذا سوف يحدث اضطرابا في الدورية الشهرية، لكن تناوله لفترة شهر أو شهرين، وبجرعة صغيرة مثل حبة واحدة في اليوم لن يؤدي أبدا إلى ارتفاع – إن شاء الله تعالى – في هرمون الحليب، فأرجو أن تطمئني، وأتمنى أن أكون ما ذكرته لك مقنعا، وأؤكد لك أن حالتك ليست خطيرة أبدا، وحين تأتي إلى قطر إذا احتجت إلى أي مساعدة طبيبة فخدمات الطب النفسي متميزة جدا بمؤسسة حمد الطبية.

حياك الله، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات