ما سبب شعوري بنبضات قلبي حال النوم؟

0 142

السؤال

السلام عليكم

أشعر بنبض قلبي عند الاستلقاء، وأنتظر الموت مع كل نبضة.
وسأحاول وصف حالتي بشكل دقيق من كل الجوانب، وأرجو أن أجد الجواب الشافي لديكم.

أعاني منذ مدة (عدة أشهر) من الشعور بدقات قلبي عند الاستلقاء إما للراحة أو للنوم، وكلما توجهت إلى سريري للنوم أشعر بنبضات قلبي بأنها قد تتوقف في أي لحظة وأنني سوف أموت، وتزداد حدة المشكلة عندما أنام على جنبي وأسمع الدقات، حيث أقضي أكثر من ساعتين محاولا النوم كل يوم بلا جدوى، فقط أراقب نبضات قلبي وأتقلب من جانب لآخر حتى لا أسمعها أو أشعر بها، وفي معظم الأحيان وأكثرها وفي اللحظة التي أغفو فيها أستيقظ مرة أخرى مفزوعا وأنا آخذ شهيقا قويا، بينما خلال اليوم لا أشعر بكل ذلك إلا نادرا جدا، وقد وصلت بي الحالة أنني أخاف من القيام بأي مجهود خوفا من توقف القلب.

عمري 35 عاما، ووزني 80 كيلو غراما، متزوج ولدي طفل واحد عمره سنة وثلاث شهور، مدخن، وأشرب القهوة بمعدل فنجان إلى فنجانين في اليوم.

أشعر بحكة متقطعة في حلمات صدري، وبانخفاض يصل لحد انعدام الرغبة الجنسية، ولا يوجد أي مشاكل في الانتصاب، أستيقظ يوميا الساعة السابعة صباحا، وأعود للمنزل من عملي الساعة الثامنة مساء، أخطط لإنشاء عملي الخاص، وخطوت بعض الخطوات بذلك الاتجاه، ولا أدري ماذا أفعل؟ فالنوم بالنسبة لي إن كان وقت الظهيرة أو مساء صار عبارة عن كابوس.

في الأمس كنت جالسا وأحسست بخفقة في معدتي، تلاها خفقان شديد في القلب، وتنميل في الأطراف، وشعور بخدران في الوجه، وشعرت بتدفق الدم في عروق وجهي فوق عيني وأنفي، وتشنج في رقبتي وشرايين رقبتي، وكانت تأتي على شكل نوبات كل خمس دقائق نوبة، تستمر دقيقتين أو ثلاث، وكنت أحس أنني سأموت أو سأصاب بجلطة.

ذهبت الى الطواريء وأجرولي ECG وكانت النتيجة طبيعيه جدا، شخصني الطبيب بنوبة هلع، لكنني لست مطمئنا.

أتناول دواء سبرالكس مساء 7.5 ميليغرام منذ أربعة أيام لعدم توافر العشرة ميليغرام في الأسواق، والتي يمكنني من خلالها أخذ نصف الجرعة (5 ميليغرام) أشعر معه بخمول, وعدم الرغبة بالحديث مع أحد, ولاحظت بعد الدواء مشكلة في تذكر الأشياء.

أرجوكم، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: وصفك لحالتك واضح ودقيق جدا، ومن كل ما ذكرته أن الأعراض التي تأتيك هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أنها أعراض ليست عضوية الأصل، إنما هي نفسية، ويظهر أن القلق هو الذي يهيمن عليك ويسيطر عليك، وربما تكون قد أتتك نوبات هلع لكنها من نوع خفيف، وأصبح لديك شيء من قلق المخاوف وشيء من الوسوسة حول هذه الأعراض.

أخي: الحالة بسيطة جدا وسهلة العلاج، وأول خطوات العلاج: أرجو ألا تتردد على الأطباء كثيرا؛ لأن ذلك يخلق كثيرا من التوهم المرضي.

ثانيا: أرجو أن تعيش حياة صحية، أن تتوقف عن التدخين تدريجيا. أنت لا تشرب القهوة كثيرا، لكن إذا قللت منها هذا سيكون أفضل. تجنب النوم النهاري، مارس الرياضة، مارس التمارين الاسترخائية، واعتمد على النوم الليلي، وثبت وقت الذهاب إلى الفراش، وكن حريصا على أذكار النوم.

أخي: هذه أسس رئيسية لأن يعيش الإنسان حياة صحية من الناحية الجسدية والنفسية.

ثالثا: أنت بالفعل محتاج – أخي الكريم – لدواء مثل السبرالكس، وعشرة مليجرام في اليوم سوف تكون هي الجرعة الصحيحة بالنسبة لك، فحاول أن تبحث عنه، والحمد لله تعالى الأردن بها منتجات دوائية ممتازة، وإذا لم تتحصل على السبرالكس أعتقد أنه يجب أن تغيره إلى دواء يعرف علميا باسم (سيرترالين)، واسمه التجاري (لسترال) أو (زولفت)، هذا أيضا دواء رائع جدا، وجرعة السيرترالين هي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) يوميا، تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم أنقصها إلى نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجراما – لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: استشعارك للأعراض خاصة عند الذهاب إلى النوم: هذه ظاهرة معروفة جدا، الإنسان في أثناء النهار يكون مشغولا بأمور كثيرة في الحياة، وينصرف انتباهه تماما عن وظائفه الفسيولوجية والجسدية، لكن الإنسان القلق حين يأتي للفراش – ونستطيع أن نقول أن انتباهه كله يتجه نحو جسده – يترك الأمور الأخرى ويكون مشغولا بجسده، وهذا هو الذي يجعلك تستشعر هذه النبضات، وهي ظاهرة فسيولوجية معروفة، لا تدل أبدا على وجود مرض في القلب، وتسمى (الخوارج الانقباضية)، نشاهدها لدى الناس القلقين، المدخنين، المجهدين نفسيا وجسديا، الذين يكثرون من تناول الكافيين، وكذلك الذين يعانون من اضطراب في الغدة الدرقية.

هنالك دواء آخر يسمى (إندرال) يعتبر أيضا جيدا إذا كانت هذه الانقباضات مزعجة، يمكن تناوله كدواء إضافي بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام مساء لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

عموما حالتك حالة بسيطة، والحمد لله أنت رجل منتج، ومستقر من الناحية الأسرية والاجتماعية، ولديك تخطيط في الحياة، ومن الواضح لديك تواصل اجتماعي جيد، وهذه أمور مهمة جدا، لأن الصحة النفسية الإيجابية تعتمد على أنشطة بهذه الشاكلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات