هل الأدوية النفسية تؤثر على الكلى؟

0 132

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الوسواس منذ سنوات، وهو وسواس يرغبني في ممارسة العادة السرية، ويسبب لي الكثير من القلق وعدم الخروج من البيت كثيرا.

وقد أرسلت لكم مشكلتي قبل سنوات واقترحتم علي دواء فافرين، لكني الآن مصاب بالفشل الكلوي، فهل هذا الدواء مناسب لحالتي؟

سألت طبيب الكلى عن ذلك، فأخبرني أن الطبيب الذي وصف لي الدواء أعلم بالأمر، راجعت الطبيب، فوصف لي إنتابرو 20 ملج، استمررت عليه 6 شهور، ولم أتحسن، أفيدوني بعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نذير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: بالنسبة للفشل الكلوي قطعا يحتاج منك لمراعاة شديدة ومتابعة طبية لصيقة، أسأل الله لك العافية، وبالفعل سلامة الأدوية هي من الأشياء التي يجب أن يتم التأكد منها وبصورة قاطعة، ولا بد من طبيب الكلى أن يعرف أي نوع من الأدوية تتناولها، حتى البنادول إذا احتجت أن تتناوله يجب أن يكون طبيبك على علم بذلك.

بالنسبة للوسواس القهري الذي تعاني منه: -إن شاء الله تعالى- هي وساوس فكرية، والوساوس الفكرية يمكن علاجها بصورة أسرع وأفضل وأنجع من علاج وساوس الطقوس أو وساوس الأفعال أو الاندفاعات أو الشكوك.

الذي أريده منك أن تعالج هذا الوسواس سلوكيا، وتركز على ذلك، وبعد ذلك سوف أتكلم عن الدواء.

علاج الوسواس سلوكيا – أيها الفاضل الكريم -: استجلب هذه الفكرة الوسواسية، واجلس في مكان هادئ - أمام الطاولة مثلا – وفي نفس لحظة استجلاب الفكرة الوسواسية كاملة قم بالضرب على يدك بقوة وشدة شديدة، لتحس بألم شديد، الهدف من هذا التمرين العلاجي هو أن تربط ما بين وقوع الألم والفكرة الوسواسية، وبما أن الفكر الوسواسي لا يتوافق مع الألم سوف يضعف الفكر الوسواسي تلقائيا، وهذا التمارين ينبغي أن يكرر عشر مرات متتالية بواقع جلسة في الصباح وجلسة في المساء. هذا – يا أخي – تمرين جيد ومجرب.

التمرين الثاني – وهو بسيط أيضا – هو: أن تأتي برائحة نفاذة وغير طيبة – رائحة كريهة – وتفكر في الفكرة الوسواسية، وتقوم بشم هذه الرائحة في نفس الوقت. أيضا أن تربط الوسواس بأحد المنفرات، هذا هو المبدأ. هذا يؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي ما بين الوسواس وما بين المنفر. هذا أيضا تمرين يكرر، وهكذا.

وعموما تعامل مع هذا الفكر بالتحقير التام، وعدم الدخول في جداله، أو مناقشته، أو تحليله، أو إخضاعه لأي نوع من المنطق. بهذا تكون قد أغلقت عليه.

أما بالنسبة للأدوية: فالإندرال دواء جيد، بل ممتاز، لكن ذكرت أنك لم تستفد منه، ويتميز بدرجة عالية جدا من السلامة، وأنت الآن تتحدث عن الفافرين، لا أعتقد أن الفافرين دواء جيد مائة بالمائة بالنسبة لك، نعم هو ممتاز لعلاج الوساوس، لكنه يتفاعل مع أحد الأنزيمات التي تسمى (سيتوكروم 450)، وهذا ربما يكون له تبعيات سلبية قليلة على الكبد أو الكلى، لذا لا تستعمل أبدا الفافرين.

الدواء السليم الآخر هو البروزاك (الفلوكستين)، هذا يمكن أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما يوميا، وبعد شهرين يمكن أن تجعلها أربعين مليجراما – أي كبسولتين – يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

البروزاك -إن شاء الله- دواء سليم، وقطعا هو من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس، خاصة إذا كنت حريصا وطبقت التطبيقات السلوكية أو الحيل السلوكية البسيطة التي ذكرتها لك، هي قطعا سوف تؤدي إلى تقليص الوسواس وتعزيز السلوك الإيجابي لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات