أعاني من ضعف الحفظ ونسيان أي شيء ولو كان يسيراً

0 121

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 25 سنة، أعاني من مشكلة كبيرة ومتعبة وهي كثرة النسيان، وعدم القدرة على حفظ أي شيء ولو كان يسيرا، والشتات والسرحان وفقدان الثقة في نفسي.

علما أني كنت سريع الحفظ والذكاء، وصرت أعاني من ألم وخذلان في الخصية ومنطقة العانة، وبعض صفات شخصيتي بأني أخاف من كل شيء، ودائما أتوقع حدوث الأسوأ، مثلا لو طفل بالشارع أشعر أنه ستأتي سيارة لدهسه، وهكذا.

علما أني أعاني من تأتأة، وأخاف التحدث أمام الناس خوفا من الإحراج، ولقد تعرضت لمشكلات أثرت على نفسيتي كثيرا وأنا صغير.

علما أني أجريت فحص الغدة الدرقية، وكان المعدل 0.6والدكتور قال: طبيعي، مشكلة النسيان متعبة جدا، وما تناولت أي علاجات نفسية، وأنا خاطب.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أنا اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، ومن الواضح أنه لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وهذا القلق – وبما يحتويه من مخاوف – أضيفت إليه بعض الجوانب الوسواسية، مثلا: شعورك لو طفل في شارع تشعر أنه ستأتي سيارة لدهسه – وهكذا – هذه أفكار وسواسية، وليس أكثر من ذلك.

التشخيص النهائي لحالتك هي قلق المخاوف الوسواسية من الدرجة البسيطة، وأحتم على جملة (من درجة بسيطة) حتى لا تنزعج.

تجاهل هذا الذي أنت فيه كله من أعراض، وعملية ضعف التركيز سببها القلق، لأن القلق يؤدي إلى إجهاد نفسي وإجهاد جسدي، وهذا يؤدي إلى التشتت في الذاكرة، وهذا يعالج – أيها الفاضل الكريم – من خلال البرنامج السلوكي الآتي:

أولا: يجب أن تنام النوم الليلي المبكر، وتتجنب النوم النهاري، حين تنام مبكرا ليلا وتستيقظ لصلاة الفجر يحدث ترميم كامل في خلايا الدماغ، فحالة الترميم هذه للدماغ والاستقرار الكيميائي للموصلات العصبية بالدماغ مما يجعل التركيز والاستيعاب ممتازا جدا في الصباح.

لذا نحن دائما نحفز الناس ونطلب منهم أن يدرسوا بعد صلاة الفجر، الدراسة لمدة ساعتين بعد صلاة الفجر تعادل أربع إلى خمس ساعات في بقية اليوم.

بهذه الكيفية نكون - إلى درجة كبيرة جدا – قد قمنا بوجود حلول لمشكلة ضعف التركيز.

الأمر الثاني: أن تركز على ممارسة الرياضة بكثافة، الرياضة تنشط الدورة الدموية، وهذا يؤدي إلى تدفق المزيد من الأكسجين في خلايا الدماغ، مما يحسن كثيرا من الاستيعاب.

نصيحة أخرى هي: أن يكون غذاؤك غذاء متوازنا بقدر المستطاع، لأن ذلك أيضا يزيد من حيوية الجسد.

أمر آخر مهم جدا – وهذا أثبت بالتجربة -: تلاوة القرآن بتدبر وتؤدة تحسن من تركيز الناس واستيعابهم، وقد قال الله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}، وقال: {فاذكروني أذكركم}، وقال: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}، فاحرص على ذكر الله، وأفضل الذكر تلاوة القرآن، ولا تنس الدعاء والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء.

يجب أن تحسن توزيع الوقت، الذين يحسنون توزيع أوقاتهم يحسنون إدارة حياتهم، ويزداد تفاعلهم وتركيزهم.

نصائح عامة: أريدك أيضا أن تحسن من تواصلك الاجتماعي، وأن تكون شخصا ذا حضور في الأسرة، وكذلك على المستوى الاجتماعي، وأن ترفه على نفسك بما هو طيب، وأن تحرص على صلاتك مع الجماعة، واختصارا لكل هذا الكلام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

هذا هو العلاج السلوكي الأساسي، بعد ذلك لا بأس أن أصف لك دواء بسيطا جدا يساعدك إن شاء الله تعالى حتى في موضوع التأتأة والتي أراها أيضا مرتبطة بالقلق.

الدواء يعرف باسم (تفرانيل)، وهو من الأدوية القديمة، ويسمى علميا (إمبرامين)، وهو زهيد الثمن لكنه مفيد، أعتقد أنه سفيدك كثيرا، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما فقط يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

يمكن أن تدعمه بدواء آخر بسيط يعرف باسم (ديناكسيت)، وهو متوفر في فلسطين، تناوله أيضا بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

هذه أدوية سليمة وغير إدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأرجو أن تقدم على الزواج، لأن الزواج فيه مودة وفيه رحمة وفيه سكينة، وفيه استقرار كبير للنفوس والأجساد.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، والعلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات