ابني يعاني من صعوبة التفريق ما بين الواقع والخيال!

0 137

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدي ابن عمره 22 سنة، أصيب بفرط التبول قبل خمسة أشهر، ثم اختفى هذا العرض ثم ظهر مرة أخرى قبل أربعة أشهر، وعلى إثرها نوم في المستشفى، وكان يأخذ سوائل عن طريق الوريد، وقد صرف له الطبيب أقراص دواء زاناكس لمدة خمسة أيام، ثم توقف عن استعماله، وبعد اليوم السابع من تنويمه شعر بدوخة وتشويش في التركيز، وعدم تحمل أو قدرة على استمرار التركيز على موضوع معين، أي يشعر بالنعاس والضيق وحرارة في الرأس.

علما أن حرارة جسمه عند قياسها تكون طبيعية، بعد ذلك اختفت مشكلة التبول، واكتشفنا أن لديه جرثومة المعدة؛ استعمل العلاج وانتهى قبل ثلاثة أشهر، إلا أن الدوخة والشعور بأنه بين اليقظة والحلم مستمر، ويشبهها ابني مثل الشعور الذي يحس به من ارتفعت حرارته جدا، وأصبح شعورا بعدم الإدراك التام لما حوله، وكأنه بين الحلم واليقظة.

عملنا له أشعة مغناطيسية للدماغ والنخاع الشوكي والغدة النخامية، وكلها سليمة بالإضافة إلى تحاليل عديدة بما فيها الأمراض المناعية وكلها سليمة.

حالة ابني تطورت إلى أنه أصبح يعاني من صعوبة التفريق ما بين الواقع الحقيقي وبين أحداث أخرى يشعر بنفس الوقت أنها حصلت، وهذا يزداد بشكل كبير عند النوم أو بعد الاستيقاظ ويصاحبه بالطبع إحباط شديد، وعذاب لم يعد قادرا على إكمال دراسته الجامعية، ودائما منعزل، وهذا الحال صار له أربعة أشهر.

أرغب في مشورتكم بهذا الأمر، وماذا أفعل؟ ولكم الشكر والتقدير، وأسأل الله أن يكتبه في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تكون زيادة نشاط المثانة نفسية أو عضوية, فلا بد من عمل تحليل للبول وسكر بالدم بعد الأكل بساعتين للتأكد من عدم وجود سبب واضح لزيادة نشاط المثانة.

أما كثرة التبول فلها أسباب عديدة مثل التهابات المثانة ومجرى البول, انقباض المثانة البولية بدون داع, احتقان البروستاتا, كثرة كمية البول بسبب نقص الهرمون المضاد لإدرار البول وارتفاع السكر بالدم.

يجب عمل جدول للتبول اليومي يبين كمية البول وكمية السوائل المتناولة وأنواعها (خاصة الشاي والقهوة), فقد تكون الشكوى بسبب كثرة شرب هذه المشروبات, وعندها يكون العلاج عن طريق تقليل الشرب.

لا بد من عمل موجات صوتية على البطن و الحوض لمعرفة قدرة المثانة على التفريغ. فإذا كانت المثانة قادرة على التفريغ بكفاءة يمكن البدء بتقليل الشرب قبل النوم مع الاستيقاظ أثناء النوم لتفريغ البول، وتناول علاج يقلل انقباض المثانة مثل الـDetropan فإذا لم تكن هناك استجابة يكون العلاج باستخدام ال Minirin، وهو يوجد في شكل بخاخ أو أقراص، ويمكن تناول الأقراص مرة يوميا قبل النوم بساعتين.

ما دامت الأعراض قد زالت فلا داعي للفحوصات ولا العلاج فغالبا ما يكون السبب نفسيا.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++
نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.

أخي: السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا الابن يعاني أو قد عانى من حالة عضوية؟ أم هي حالة نفسية؟ أم هي حالة نفسوجسدية؟ والتفريق في بعض الأحيان قد يكون ليس بالسهل.

الفحوصات الأساسية التي أجريت لهذا الابن تشير أنه لا توجد علة عضوية دماغية يمكن تشخيصها من خلال أشعة الرنين المغناطيسي، وهذه بشارة إلى حد كبير.

تبقى من الأسباب العضوية الإصابات الفيروسية التي لا يمكن التأكد منها من خلال أي فحص مختبري، هذه احتمالية – أيها الأخ الفاضل الكريم – وهذه غالبا تنقشع وتختفي تدريجيا بمرور الزمن، وأنا متأكد أن الأطباء قد وضعوا هذا الاحتمال.

بالنسبة للناحية النفسية – أخي الكريم: توجد لديه أعراض نفسية، هذا أمر لا شك فيه، لكن هل منشأها أو سببها عضوي في الأساس؟ أم هي نفسية منذ البداية؟ أنا لا أعتقد أنها أعراض نفسية منذ البداية؛ لأن الإفراط في التبول مثلا لا يمكن أن يكون نفسيا، الشعور بالنعاس وحرارة الرأس: هذه أيضا يستبعد أن تكون أعراضا نفسية بحتة.

الآن هذا الابن يعاني من صعوبة التفريق ما بين هو واقع وحقيقي، وما بين أحداث أخرى يشعر بها في نفس الوقت أنها قد حصلت، ويظهر أن هنالك نوعا من العلاقة أو التوافق الزمني مع النوم، وبين هذه الأعراض.

أخي: أقرب تشخيص لما يعاني منه الابن في الوقت الحاضر هو الحالة النفسية التي تسمى بـ (اضطراب الأنية)، وهي حالة قلقية في معظم الأحيان، يصعب فيها التمييز بين الواقع واللا واقع، ويكون هنالك نوع من التغرب أو الابتعاد عن الذات، وكما وصف أحد علماء السلوك هذه الحالة بأن يرى الإنسان نفسه كأنه ينظر إليها من مسافة بعيدة، وهذه الحالات غالبا تستفيد كثيرا من علاج الزاناكس، والذي يعرف علميا باسم (البرازولام)، بالرغم من أنه دواء تعودي، لكن يضطر الأطباء لإعطائه في مثل هذه الحالات، حتى تتحسن الحالة، ومن ثم يمكن التوقف عنه.

أخي الفاضل الكريم: هذا الابن يحتاج للمتابعة الطبية الدقيقة، وهو يحتاج لتخصص الطب النفسي، وكذلك تخصص أمراض الأعصاب، أعتقد أنه من الضروري أن يكون هنالك نوع من الرعاية الطبية المشتركة، والمملكة العربية السعودية بها خدمات طبية ممتازة على هذه الشاكلة، فأرجو أن تهيأ له هذه الخدمة الطبية، ومن خلال المتابعة سوف تتضح الأمور.

أسأل الله له العافية والشفاء، ونشكرك – أخي – على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات