أعاني من وسواس النظافة الذي أرهقني جدا، فماذا أفعل؟

0 170

السؤال

السلام عليكم.

منذ 3 سنوات من وسواس النظافة بسبب عادات رأيتها من ناس في منزلي ومنازلهم، مثل: دخول الحمام حفاة، تقطيع اللحوم والطيور وما ينتج عنها من دماء ربما تتناثر في المكان، نقل المهملات، والكثير من تلك التصرفات، كل ذلك أدى إلى إصابتي بوسواس النظافة، حيث أغسل وأنظف كل شيء بالصابون والمطهرات من جدار وسجاد وكل شيء تم لمسه بعد زيارة هؤلاء الناس لبيتي، وكانت النتيجة أني أصبت بإرهاق شديد، ولم أعد أستطيع تنظيف كل تلك الأشياء، إلا الأشياء الضرورية.

ماذا أفعل؟ أعجز عن التعامل مع الأشخاص، وفي العمل أستخدم المطهرات طوال الوقت عندما يلمس أي شخص الجزء الذى أجلس به أو الأوراق التي أستخدمها.

ذهبت لطبيب نفسي، فوصف لي أقراص مودابكس، وأخذت قرصا واحدا فقط، وبعدها شعرت بعدم الإتزان، ومنذ أسبوع أشعر أني تائهة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك الثقة في إسلام ويب.

بالفعل أنت تعانين من وساوس أفعال متعلقة بالخوف من القاذورات، ولذا أصبح منهجك هو الحرص الشديد على النظافة للدرجة التي وصلت إلى مراحل وسواسية.

من الواضح جدا أنه لديك مؤثر أو مثير واضح، فبالفعل ما يقوم به هؤلاء الأخوة والأهل الذين يزورون منزلك ومن ثم لا ترتاحين لطريقتهم في التعامل مع الأمور التي تتطلب النظافة، هذا أدى إلى تثبيت الوساوس لديك، وأنا أعتقد أن أصلا منهجك هو المنهج القلقي الوسواسي، وحدث نوع من التعزيز والتدعيم للوسواس من خلال ما كنت تشاهدينه من أمور ليست سليمة تصدر من هؤلاء الأهل.

قطعا نفس المثير هذا يتعرض له الكثير من الناس، لكن نسبة لعدم وجود استعداد جيني أو وراثي أو متعلق بشخصياتهم - فيما يتعلق الإصابة بالوسواس القهري - لذا لا تحدث لهم وساوس، أما في حالتك أعتقد أنه يوجد استعداد أصلا، وبعد ذلك أتى المثير.

العلاج – أيتها الفاضلة الكريمة -: أنت اتخذت الإجراء الصحيح وذهبت إلى الطبيب النفسي، أنا أعتقد أنك محتاجة لبعض التوجيهات السلوكية:
أولا: يجب أن تقومي بإجراء نوع من التحليل الإيجابي لوساوسك، لا تدعمي الوسواس، حقري الفكرة، وقولي لنفسك: (لماذا أشغل نفسي بهذا الأمر؟ والكثير من الناس يعيشون بالكيفية التي يعيش بها هؤلاء الذين لا يهتمون بأمور النظافة، وهذا الأمر منتشر، ولا يقع في بيتي أنا فقط) وهكذا حاولي أن تحاوري نفسك بهذه الكيفية.

والأمر الآخر هو: أن تضغطي على نفسك بأن لا تكثري أبدا من غسل اليدين أبدا، بل أريدك أن تقومي ببعض التمارين السلوكية، بأن تتعاملي مثلا مع سلة المهملات وتضعي يديك داخلها لمدة خمس دقائق، بعد ذلك أخرجيها وانتظري خمس دقائق أخرى، وضعي كمية من الماء في كوب، واغسلي يديك مرتين فقط، هذا نسميه بالتعريض مع منع الاستجابة السلبية، وهكذا توجد تمارين كثيرة جدا.

أنا غالبا في مكتبي أجعل الذين يعانون من هذا النوع من الوساوس يضعون أياديهم تحت أسفل أحذيتهم، وأنا أقوم بنفس الفعل أضع يدي على أسفل حذائي أمامهم لأكون مثالا وقدوة لهم، ويعانون كثيرا من هذا التمرين، وقد أضطر إلى أن أمسك أياديهم لألصقها بأسفل الحذاء لمدة عشرة دقائق، وبعد ذلك ننتظر خمس دقائق، ثم يتم غسل اليدين مرتين فقط، أقوم أنا بغسل يدي ويقوم المريض أيضا بغسل يديه، وهكذا.

هذا التمارين مفيدة جدا لمن يطبقها، وأنا متأكد أن طبيبك النفسي سوف يساعدك في هذا السياق.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم مهم، المودابكس دواء رائع – أختي الكريمة – وكذلك البروزاك والفافرين، هي الأدوية الثلاثة التي تعالج مثل حالتك.

بما أنك الآن تحصلت على المودابكس: أريدك أن تبدئي في تناوله مرة أخرى، لكن بجرعة نصف حبة فقط (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا، تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة كاملة لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – لأن الجرعة إذا كانت أقل من مائة مليجرام قد لا تفيد، وهذه يجب أن تنتظمي عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة – أي خمسين مليجراما – ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم يمكن أن تتوقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات