اضطرابات النوم أثرت على حياتي الدراسية والنفسية، فما الحل؟

0 168

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من اضطرابات في النوم منذ ثلاثة أشهر، راجعت الطبيب، وأخبرني أنه بسبب القلق، ووصف لي سولبيريد 50 جراما 3 حبات يوميا لمدة 10 أيام، بالإضافة لبيدولات المغنزيوم، فلم أتحسن، فأضاف أقراص كالسيبرونات 2 مغ، وبعض فيتامينات ب1.6.12.

استشرت طبيبا آخر، فوصف لي كلوريكسان لمدة أسبوع، مع تقليل الجرعة، تدريجيا تحسن نومي، لكن مع التوقف عن الدواء أصبت بأعراض جانبية، كشعور بنوبة قلق، وأحيانا هدوء مع عسر الحركة.

قمت بعرض نفسي على راق، فأخبرني أني لا أعاني من أي شيء، فقمت بإجراء فحوصات وكانت كلها سليمة، ونصحني بعدم تعاطي الأدوية واستبدالها بالأعشاب المهدئة والعسل وحبة البركة وممارسة الرياضة، كما أقوم بجلسات استرخاء.

مؤخرا أصبحت تنتابني بعض الوساوس خصوصا بالأشخاص المحيطين بي، كما تنتابني بعض الأفكار الوسواسية كإلحاق الأذى بأشخاص معينين، لكني أقاوم النوبة بالاستغفار ومحاولة نزع الفكرة من رأسي، مع العلم أني شخصية عقلانية، كما أعاني من كثرة التفكير في كل شيء، حاولت إيقافه واستبداله بالأذكار والمطالعة، غير أني أجد نفسي شاردا في التفكير، ما جعل الأمر مؤرقا لي، خصوصا أني طالب وهذا المشكل يؤرقني ويؤثر على حالتي الدراسية والنفسية والجسدية.

أحاول مجاهدة النفس بالأذكار والاستغفار ومن خلال الإطلاع، جربت كل الطرق الممكنة، فعسى الله أن تكونوا أنتم السبب في الشفاء، فأرجو منكم المساعدة ووصف حالتي، وبارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
إن شاء الله تعالى حالتك بسيطة، فالذي يظهر لي بالفعل أنه لديك قابلية للقلق النفسي، والقلق قد تتولد منه وساوس ومخاوف وتوترات وعسر مزاجي، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، لكن عموما حالتك أنا أعتبرها من الحالات البسيطة، وأنا أعتقد أن الأخ الذي نصحك بتناول العسل وحبة البركة وممارسة الرياضة، وأن تمارس التمارين الاسترخائية، أعتقد أنه قد أحسن في نصحك، فأنا أؤيد هذه المنهجية تماما، وأريد أن أدعم لك الوصفة العلاجية بدواء بسيط جدا يساعدك في إزالة الوسوسة.

الدواء يعرف علميا باسم (سيرترالين)، وله مسميات تجارية كثيرة منها (لسترال) و(زولفت)، وأنت تحتاج له بجرعة بسيطة، وهو دواء بسيط، ولا يسبب الإدمان، و-إن شاء الله تعالى- يدعم لك علاج العسل وحبة البركة مع ممارسة الرياضة والاسترخاء.

جرعة السيرترالين المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة فقط (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا، قوة الحبة خمسين مليجراما، تناولها لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

جرعة السيرترالين هي حتى أربع حبات في اليوم – أي مائتي مليجراما – لكنك لا تحتاج أبدا لأكثر من حبة واحدة كما وصفت لك.

أنا متأكد أن الحالة -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة ووقتية، ومن خلال استفادتك من المعينات التي ذكرتها لك وذكرها من قابلتهم قبلي سوف تتخلص منها وتتخطاها -إن شاء الله-.

أريدك أن تحسن إدارة الوقت، إدارة الوقت مهمة جدا لأن يستغل الإنسان وقته بصورة صحيحة، وعليك النوم الليلي، وتجنب النوم النهاري، نصحتك بالرياضة وأراها ضرورية جدا في حالتك، ولابد أيضا أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وحلال وجميل.

كن مع أسرتك، وكن إنسانا فاعلا، حسن من نشاطاتك الاجتماعية، واحرص على الدراسة والأكاديميات، وقطعا الصلاة في وقتها والدعاء والأذكار مهمة جدا ومطلوبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات