أتناول الديبكاين فهل يفيد بعلاج الاضطراب الوجداني؟

0 140

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الدكتور الأخ: محمد عبد العليم.
تم تشخيص حالتي من قبل الطبيب النفسي، وأخبرني بأن لدي اضطرابا وجدانيا، وذلك قبل سنة، في بداية الأمر وصف لي الدبكاين، عيار 200، مرتين في اليوم، كنت لا أذهب إلى أي مكان، وانقطعت عن الجامعة بسبب الاضطراب، وبعد العلاج تحسنت لفترة، أكملت دراستي دون هوس -الحمد لله- حتى الآن، ولكنني خلال أيام قليلة أحسست بأن الأعراض وحالة الاكتئاب قد تعاودني من جديد، أحاول مجاهدة نفسي والذهاب إلى الدراسة، وأحاول أن أخرج من المنزل وأضغط على نفسي.

لا شيء يسعدني ويريحني كالسابق، منذ أيام اشترى لي والدي سيارة جديدة، لكي أشعر بالراحة، وحينما أحضرها رأيتها فقط وكأن شيئا لم يحدث، تعجب والدي من الأمر ومن ردة فعلي.

زرت الطبيب وشرحت له ما حصل، زاد جرعة الدبكاين إلى 500، ولم أستطع تحمل أعراضها، لأنها تجعلني عصبية كثيرا، ولا أحتمل الأصوات والكتمة، أخبرت الطبيب وطلب الاستمرار عليها.

استفساراتي لكم:
- ماذا ترون في حالتي؟
- هل يمكنني الشفاء من مرضي؟
- هل يوجد علاج لحالتي، فأنا لم أعد أحمل أي شيء؟

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك كثيرا في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أيها الفاضل الكريم: ما دمت قد بمقابلة الطبيب النفسي وشخص حالتك على أنها اضطراب وجداني، فيكون أمر الالتزام بالعلاج أمرا مهما وضروريا، والدباكين لا يعطى لكل الاضطرابات الوجدانية، إنما يعطى للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، بمعنى أن الإنسان أتته نوبات ارتفاع في المزاج أو ما يسمى بالهوس، وكذلك أتته نوبات اكتئاب في ذات الوقت.

حكم الطبيب يعتبر أساسيا وضروريا، أنا لا أرى هنالك مؤشرات تدل على حدوث أي نوع من الهوس بالنسبة لك، لكن ربما تكون هذه الحالات كانت خفيفة وفي تقدير الطبيب أنك قد استوفيت المعايير التشخيصية للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ولذا يعتبر الدباكين علاجا رئيسيا وعلاجا أساسيا، والجرعة التي أعطاها لك الطبيب جرعة صغيرة جدا.

وأنا أعتقد أن العصبية والتوتر التي أتتك ليست من الدباكين، هذه مجرد تواؤم من قبيل الصدفة (قدرا) أنه حدث لك هذا التوتر، أنا أعتقد أنه ربما يكون من حالتك النفسية، ولذا أنصحك بأن تستمر على الدباكين كما هو، وتضيف إليه دواء يلطف مزاجك ويزيل هذه العصبية والكتمة، والدواء يعرف تجاريا باسم (سوركويل)، ويسمى علميا (كواتبين)، دواء ممتاز، دواء لطيف جدا، يعتبر من مثبتات المزاج الأساسية.

تناول السوركويل بجرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرين مليجراما، ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسين مليجراما ليلا، ربما يزيد نومك قليلا، لكن -إن شاء الله تعالى- بصفة عامة سوف تجد من هذا الدواء خيرا كثيرا، وتستمر على الدباكين.

أرجو أن تنقل اقتراحي هذا لطبيبك، وإن وافق عليه فأرجو أن تطبقه، وأنا أرى أنه الأفضل.

هذا هو الذي أراه في حالتك، أهمية تناول الدواء، أهمية المتابعة، وأن تكون شخصا إيجابيا، وأن تكون حازما مع نفسك من حيث الإصرار على تحسين الدافعية، إذا أتت الصلاة فهذا وقت الصلاة يجب أداؤها، تحتم على نفسك، إذا أتى وقت الذهاب إلى المرفق الدراسي يجب أن أذهب، إذا أتى وقت تلبي فيه دعوة زواج مثلا يجب أن تذهب... وهكذا، تكون حازما جدا مع نفسك، خاصة في الالتزام بحسن إدارة الوقت، لأن من يحسن إدارة الوقت يحسن إدارة الحياة.

أرى أن حالتك بسيطة، وأنها سوف تعالج تماما، وعليك فقط بتحسين الدافعية لديك، والالتزام بالمتابعة مع طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات