الشعور بالتعب والجهد والأفكار السلبية، هل سببه سوء التغذية؟

0 135

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة، أشعر بالتعب المفاجئ والشعور بفقدان الوعي وتسارع دقات القلب واضطراب التنفس وألم العين والبرد في جميع أطرافي وعدم القدرة على التحدث وعدم الإتزان، وتنميل الأطراف والرغبة في الاسترخاء، علما أنني في الثانوية العامة أضطر للخروج بشكل يومي في أوقات مختلفة، بالإضافة لممارسة السباحة، مما لا يوفر الوقت الكافي الذي يساعدني على التغذية بشكل جيد، فهل لهذه الأعراض علاقة بسوء التغذية؟

كذلك أعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، والشعور بالبرد بشكل دائم والرغبة في التبول كثيرا، وتساقط الشعر، وبعض الضغوط النفسية.

بعد ظهور تلك الأعراض المذكورة مسبقا، أحيانا أثناء تحدثي مع الناس أشعر بعدم التركيز والإغماء ورجفة داخلية وتشويش الرؤية.

في بداية هذا العام أصبت عدة مرات بنوبة هلع، وظننت أنني سأموت، ولكن عندما قرأت عنها تفهمت الوضع، وأصبحت أخاف من المرض أكثر مما سبق، وأشعر أن المرض عندي أصبح يتطور من مجرد مرض عضوي لمرض نفسي وعضوي، وعندما أشعر بالتعب أجد أن عقلي بدأ في إنتاج أفكار سلبية مثل الموت أو الدخول في غيبوبة، علما أنني لا أتناول أي أدوية نفسية أو عضوية، عدا بعض القطرات الخارجية لحساسية العين والجفاف، ولا أرغب بتناول أي دواء نفسي أو مهدئ، فما تفسير كل هذا؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أنت لديك جملة من الأعراض النفسية والأعراض الجسدية، أعراضك الجسدية سببها أعراضك النفسية، وتشخيص حالتك أنك تعانين من درجة بسيطة مما يعرف بقلق المخاوف، وهي علة منتشرة جدا، الشعور بالدوار والدوخة، الشعور بافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، نوبات الهلع، حتى اضطراب الدورة الشهرية، والشعور بالبر، والرغبة في كثرة التبول: هذا كله ناتج من الحالة النفس جسدية.

التوتر النفسي ينعكس على بعض العضلات في الجسم، مما يجعل الإنسان يحس بما يحس به، مثلا: الرغبة في التبول ناتج من انقباض متكرر في عضلة المثانة، نسبة للتوتر النفسي تتوتر هذه العضلات، وهكذا، القلق أيضا يؤدي إلى اضطرابات هرمونية، خاصة في صغار السن من أمثالك، مما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية. إذا الأمر كله متعلق بالقلق والمخاوف.

الحمد لله أنت تمارسين الرياضة، وهذا أمر إيجابي جدا، لأن الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام.

أعتقد أنه بشيء من تنظيم وقتك ستكونين أفضل بصورة أحسن مما هو عليه الآن، نامي النوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى بناء حيوية جديدة في خلايا الجسم، ويحسن من التواصل فيما بينها، خاصة خلايا الدماغ، عملية الترميم هذه لخلايا الجسم ولخلايا الدماغ تعود عليك -إن شاء الله تعالى- براحة كبيرة.

الأمر الثاني هو: تطبيق تمارين الاسترخاء بكثافة، هنالك تمارين للتنفس المتدرج، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها وفكها، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، نحن دائما نشير إليها، لأن تمارين الاسترخاء الآن تعتبر من العلاجات المطلوبة، فأرجو أن تطبقي هذه التمارين بكل حرص واهتمام.

نقطة مهمة جدا هي تنظيم الوقت، خصصي وقتا للراحة، خصصي وقتا للنوم، خصصي وقتا للقراءة والمطالعة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترفيه على النفس، ووقتا للتفاعل الأسري والاجتماعي. هذا مهم جدا، ترتيب الأوقات وملئها بالنشاطات والمهمات والواجبات تجعل الإنسان إنسانا منجزا ومثمرا ومنتجا، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبىٰ لهم وحسن مآب}.

الاهتمام بالناحية الغذائية طبعا مهم ولا شك في ذلك، احرصي على أن يكون غذائك متوازنا، وأن تكون مكونات الطعام مكتملة.

أعتقد هذا هو كل الذي تحتاجين إليه، والحالة قلق وخوف، وهي في مثل سنك شائعة جدا، وأريدك أن توجهي طاقاتك هذه كلها - أي طاقات القلق - نحو الاجتهاد في الدراسة، وأن تكوني إن شاء الله تعالى من المتميزين والمتفوقين.

حسن إدارة الوقت سوف يساعدك كثيرا في أن تصلي وتحققي أهدافك وأمانيك -بإذن الله تعالى-، أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، طبقي ما ذكرته لك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات