تعرض زوجي لحالة نفسية إثر صدمة تعرض لها، فكيف أخفف عنه؟

0 140

السؤال

السلام عليكم

زوجي تعرض لصدمة نتيجة رؤيته لحادث مروري مروع في طريق مقطوع، ظل معهم لحين حضور الإسعاف وكان أحدهم يحتضر، ظل عقب ذلك لساعة لم يستطع القيادة من هول ما رأى، وقد مر الآن شهر لا زال متأثرا، يبقى صامتا وسارحا لوقت طويل، كثير التفكير، هادئا على غير العادة حتى فيما يثيره سابقا، لا يحتمل الأصوات العالية، يخشى الفقدان، كيف لي أن أخفف من تأثير الحادث عليه وأن أمتص أثره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jasmine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء.

كما تعرفين -أيتها الفاضلة الكريمة- الناس تختلف في قوة تحملها وتأثرها وتفاعلها الوجداني والعاطفي، خاصة حين يشهدون أحداثا مروعة كالذي شاهده زوجك الكريم.

هو الآن يمر بحالة معروفة لدينا في الطب النفسي، هو يتفاعل ويتعامل مع الأحزان في هذه الفترة، وهنالك عدة مراحل: مرحلة عدم التصديق، ثم مرحلة الشعور الانسحابي -وأعتقد أنه في هذه المرحلة الآن- ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التكيف والتأقلم على الفقد أو ما حدث.

فالأمور تترك لتسير في مجراها الطبيعي، هذه الحالات في بعض الأحيان تستغرق ستة أشهر، حتى يمر الإنسان بمراحل التعامل مع الحدث والحزن الذي رافقه.

قطعا تشجيعه ومحاولة التحدث معه، وإبداء التعاطف حول ما حدث، وفي ذات الوقت نحاول أن نجعله يرتبط أكثر بتلاوة القرآن، ويقرأ في فضل التوكل على الله تعالى، هذا - أختي الكريمة - كله إن شاء الله تعالى يفيده.

ولابد أن يخرج إلى المجتمع، يتفاعل، يحضر المناسبات، مهما كانت ظروفه، يحضر المناسبات كالأفراح وكالأعراس وكالأتراح، كل هذا يقوم به، ويا حبذا أيضا لو انخرط في ممارسة رياضة بسيطة مثل رياضة المشي.

حاولي - أختي الفاضلة - أيضا أن تجعلي أرحامك يزورونه ويتفاعلون معه، وقطعا أصدقائه سوف يسألون عنه، الصلاة في المسجد أيضا سوف تفيده كثيرا من ناحية احتساب الأجر والترابط الاجتماعي المثمر.

هذا الأخ لا يحتاج لأي علاج دوائي، لأن الأدوية قد تثبط المشاعر، ونحن نريده أن يدخل في مرحلة نسميها بالتفريغ النفسي، أي أن يبادر ويتحدث عن مشاعره، وهذا إن شاء الله يتوصل إليه من خلال ما ذكرت من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات