أعاني من ضعف القدرة على النوم مما أثر على حياتي

0 102

السؤال

السلام عليكم
لكم الشكر الجزيل على ما تقدمونه للناس من مساعدة، وعلاج وأجوبة لاستشاراتهم، أسأل الله أن يسدد خطاكم، ويجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب بعمر 31 سنة، غير متزوج، لدي مشكلة وهي عدم القدرة على النوم، أي أبقى مدة ساعات طويلة ولا أستطيع النوم، وإذا نمت أنام ساعتين وأستيقظ، وأنام ساعة وأستيقظ، وأصبح لدي خوف من هذا الأمر، أي عند النوم أكون قلقا ومتوترا جدا، حيث أنه لا يوجد لدي موضوع أو مشكلة، والحمد لله أفكر فيها سوى النوم، وكيف أستطيع أن أنام.

ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني دواء اسمه سركويل 50 ملغم، نصف حبة لمدة 10 أيام، وأنا ما زلت أتناول هذا الدواء في المدة الموصى بها من قبل الطبيب، والعلاج أتى بنتيجة طيبة في تحسين النوم.

المشكلة هذه معي منذ أسبوعين، حيث أن هذا الأمر أتعبني جدا، وأثر على حياتي الاجتماعية والعملية.

بماذا تنصحوني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: اضطراب النوم لابد أن يكون له سبب، إما سبب نفسي أو عضوي أو اجتماعي، أو تغيير في العادات مثل تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، أو أن النوم في أثناء النهار، فلابد أن يكون هنالك سبب.

الحمد لله تعالى، لا توجد لديك مشكلة نفسية، وهذا أمر جيد، لكن الذي أراه أنه أيضا ربما يكون لديك ميول لنوع من القلق النفسي، والقلق النفسي في حد ذاته قد يؤدي إلى صعوبات كبيرة في النوم.

أنا متأكد أنك قد أجريت فحوصات طبية عامة، إن لم تقم بذلك أرجو أن تتواصل مع طبيبك - طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني - لتقوم بفحص عام، للتأكد من نسبة الدم، لأن ضعف الدم مثلا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اضطرابات النوم، تتأكد من مستوى السكر، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الكلى والكبد، ومستوى الدهنيات. هذه - أخي الكريم - فحوصات أساسية، حتى تطمئن أرجو أن تقوم بها.

لتحسين صحتك النومية أعتقد أن إعادة نمط حياتك وصيغتها بصورة تركز فيها على النوم الليلي، أي أن يكون كل جسدك أن تنام نوما ليليا صحيحا، وتتجنب تماما النوم النهاري، وأيضا لا تتناول أي مثيرات تحتوي على الكافيين - مثل الشاي والقهوة والكولا والبيبسي، والشكولاتة - بعد الساعة الخامسة مساء، وحاول أن تثبت وقت النوم ليلا؛ لأن تثبيت الوقت يؤدي إلى تثبيت الساعة البيولوجية عند الإنسان، ومن ثم يبدأ النوم يتعدل تدريجيا.

هذه حقيقة مهمة - أخي الكريم - وأريدك أيضا أن تكون في حالة استرخاء قبل النوم، تأمل في أشياء طيبة، في أشياء جميلة، في مواقف جميلة، حاول أن تأخذ فكرك وتجعل هنالك حضور ذهني إيجابي - هذا أحب أن أسميه - وهذا قطعا يساعدك في أن تكون مسترخيا، وهذا في حد ذاته يجلب النوم.

الرياضة مهمة - أخي الكريم - لكن يجب ألا تكون تمارس آخر الليل، الرياضة آخر الليل قد تزيد من اليقظة، لكن الرياضة المبكرة دائما فيها فائدة كبيرة جدا، وتحسن النوم ولا شك في ذلك.

الذي أقوله لك فيما يتعلق بالأدوية: السوركويل دواء جيد، لكن ربما يكون الدواء الأفضل لك - لأنه يتحكم أيضا في القلق والتوتر - هو عقار (ريمارون)، والذي يسمى علميا (ميرتازبين)، هذا الدواء تتناوله بجرعة نصف حبة (15 مليجراما) يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها ربع حبة (7.5 مليجرام) يوميا لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم يمكن أن تتوقف عنه.

أرجو أن تشاور طبيبك حول مقترحي هذا، وإن قال لك أنه يفضل السوركويل فلا بأس في ذلك، فالسوركويل أيضا دواء جيد، يحسن النوم، لكن لا أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا في القلق والتوتر.

أخي: لابد أن تهيأ الجو المحيط العام للنوم: وضعية السرير، الإضاءة بالغرفة، مستوى الإزعاج، يجب ألا يكون هنالك تلفزيون في غرفة النوم، قراءة شيء طيب وجميل قبل قراءة الأذكار، الوضوء قبل النوم، صلاة ركعتين قبل النوم... هذا كله يحسن النوم كثيرا، وبعض الناس يستفيدون كثيرا من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات