تلح علي فكرة أن مخي قد تم السيطرة عليه، فما تشخيص هذه الحال؟

0 169

السؤال

السلام عليكم.

عمري 21 سنة، أعاني من الوسواس القهري منذ الطفولة، بدأ بوسواس الصلاة والوضوء ثم النظافة، وخف لسنوات عديدة.

حاليا أعاني من وجود فكرة ملحة في رأسي أن مخي تم السيطرة عليه، ولا أستطيع التحكم فيه أبدا، لدرجة بدأت أصدق الفكرة، مثلا تأتيني فكرة أن الوقت نهار وهو ليل، فأبدأ أتوتر بسبب الفكرة، وأحيانا أتخيل أني ضربت شخصا وأعلم أني لم أفعل، لكن الفكرة تكون ملحة، وتطورت المسألة لدرجة جنونية، وهذا يضايقني جدا، فهل أعاني من مرض الذهان أم الوسواس القهري؟

ساعدوني فأنا أتعذب كل دقيقة، وأشعر بالخوف والخجل من هذه الأفكار، وكل الوساوس تصب في مصب الإيذاء أو العقوبة التي ممكن أتعرض لها، رغم أني على يقين أني لن أوذي أحدا، علما أني آخذ ساليباكس حبتين يوميا، وبريكسال حبة قبل النوم منذ 15 يوما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل - أخي - أنت لديك وساوس فكرية ملحة، ووساوس الأفكار دائما أفضل كثيرا من حيث استجابتها للعلاج إذا قارنتها ببقية أنواع الوساوس، قطعا هي مؤلمة للنفس، تسبب التوتر، تسبب القلق، تطرح على الإنسان الكثير من التساؤلات التي لا يجد لها إجابة، مما يجعله في حيرة، ويؤدي إلى المزيد من الوسوسة.

أخي: من المهم جدا أن تواجه وساوسك من خلال تجاهلها، وأن تقوم بفعل ضدها، الوضوء - أخي الكريم -: حدد كمية الماء، مثلا استعمل ماء في قنينة أو في إبريق، واعرف - يا أخي - أن الإسراف مذموم ولو كنت على نهر جار، وابدأ بأن تتوضأ بكمية الماء القليلة المتاحة هذه، وحين تقوم بغسل أي عضو من أعضاء جسدك - حسب الترتيب - مثلا: حين تقوم بغسل اليدين هنا أكد لنفس وقل (أنا قمت الآن بغسل يدي، أنا الآن قمت بالمضمضة، أنا الآن قمت بالاستنشاق والاستنثار، أنا الآن غسلت وجهي، أنا الآن مسحت رأسي وأذني، أنا الآن غسلت رجلي) وهكذا انتهيت من الوضوء، وهكذا افعل ذلك دائما.

إذا كمية الماء محدودة ومعروفة، وتبدأ في مراحل الوضوء كما ذكرناها مع التأكيد لذاتك، وكذلك بالنسبة للصلاة، فليس هنالك ما يمنع أنك بعد أن تنتهي من الركعة تقول في خاطرك: (قد قمت بالركعة الأولى) وتنتقل للركعة الثانية أو التي تليها، وهكذا.

المهم هو أن تواجه فكرة الوسواس، وأنا حقيقة يزعجني كثيرا إذا تعايش الإنسان مع الوسواس، وفي هذه الحالة يكون التشخيص هو الوسواس القهري مع افتقاد البصيرة، ولا أريدك أبدا أن تكون في شيء من هذا، ودائما التدخل العلاجي المبكر وعدم التأجيل يؤدي إلى نتائج رائعة جدا.

فأقول لك أخي الكريم: أرجو أن تذهب اليوم إلى الطبيب النفسي، وأنت تعيش في المملكة العربية السعودية، والحمد لله يوجد الكثير من الأطباء النفسيين المتميزين، فلا تتأخر أبدا، والطبيب سوف يدربك على المزيد من التمارين السلوكية، الدواء لوحده لا يفيد، نعم فعاليته جيدة، لكن لوحده قد لا يفيد في بعض الأحيان.

والأدوية التي تتناولها أحسب أنها ممتازة، ربما تحتاج أن ترفع جرعة الـ (ساليباكس) - والذي أحسب أنه هو الفلوكستين - إلى ستين مليجراما، لكن هذا الأمر أتركه لطبيبك ليتخذ القرار المناسب.

إذا أنت محتاج للتدريبات السلوكية، محتاج أن تذهب إلى الطبيب، ومحتاج أن تنتظم على الدواء وتصبر عليه، وعلى النطاق الاجتماعي: يجب أن تزيد من أنشطتك الاجتماعية، وتواصلك مع الآخرين، وتلبية الدعوات الاجتماعية، وحضور المناسبات الاجتماعية - هذا مهم أخي - وأن ترفه على نفسك بشيء طيب وجميل، وأن تكون دائما في صلاة الجماعة، لأن الإمام هو الذي يقودك، وهذا يخفف عليك عبء التدخلات الوسواسية في صلاتك.

ممارسة رياضة جماعية مع مجموعة من الشباب أيضا سوف تكون فيها فائدة كبيرة، وتؤدي حقيقة إلى صرف الانتباه من الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات