تعرضت لتحرشات جعلتني أصاب بالاكتئاب وأفكر في الانتحار، فكيف أتجاوز المحنة؟

0 111

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، طولي 172 سم، ووزني 66 كلغ، تعرضت لعدة مواقف تحرش في طفولتي، وكنت كتومة لم أخبر بها أحدا، ثم تعرضت لموقف في أول ثانوي جعلني أعترف لوالدتي بما حدث.

دخلت بعدها في نوبة اكتئاب، وفقدت 10 كلغ من وزني، وتساقط شعري، وفقدت الإحساس بالوقت، وأصبحت أنام أغلب اليوم، مع استفراغ وقولون عصبي متهيج، بالإضافة لألم في أعلى البطن، وغصة في الحلق، وخفقان في القلب، وضيق شديد في الصدر.

علمت أنها أعراض اكتئاب، وكنت أظنها أعراض عين وحسد، وكنت قد ذهبت لراق، وتحسنت بعد الفضفضة مع والدتي، وعمل الحجامة، وعدت لدراستي وحياتي، لكن صرت لا أحتمل أي خلاف أو عتاب؛ مما جعلني أجتهد وأكون الأولى على المدرسة خلال مرحلة الثانوية، وأصبحت شديدة التوتر، وأندم على كل خطأ يصدر مني.

ارتكبت خطئا بغير قصد، فعاودتني الأعراض السابقة، ولم أذق النوم، وأصبت بصداع على شكل حزام ناري في رأسي، ثم رجفة وتنميل في الذراعين والقدمين، وفقدت الشعور بجلدي وكأني مخدرة.

فقدت 7 كلغ من وزني، مع شحوب في الوجه، وحرق في المعدة، ولا يزيد وزني رغم تناولي الكثير من الطعام، وشعري يتساقط، ولا أستطيع القيام بأية مهمة.

والدتي توفيت عام 2015 وما زلت أشعر أنها حية، وأشعر بتأنيب الضمير أنني أتعبتها معي في مرضي عندما كنت في الثانوية، وأخاف أن أموت ولا يقبل الله توبتي، وأشعر أني ظلمت الذي تحرش بي عندما أخبرت والدتي عنه حيث أنها دعت عليه، ومن يومها وهو في خسارة في تجارته، وأنا أستغفر الله له.

أود الموت، وأشعر بأني لم أعد أحتمل الحياة وابتلاءاتها، وأحتقر نفسي جدا وفقدت الثقة بها، ماذا أفعل؟ فكرت بالانتحار كثيرا لكن حزن والدي وعقاب الآخرة يمنعاني من ذلك، أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mayada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل هنالك إشارات قوية أنه لديك صعوبات نفسية تتمثل في وجود عدم قدرة على التكيف، مع وجود أعراض اكتئابية، شخصيتك أيضا شخصية قلقة بعض الشيء، وحساسة في ذات الوقت، وربما تكون تفتقد للمرونة بعض الشيء أيضا، هذه سمات نجدها لدى الكثير من الناس فيما يتعلق بتكوين شخصياتهم.

قطعا تمني الموت أو استعجاله ليس أمرا جيدا، فالموت آت ولا شك في ذلك، {إنك ميت وإنهم ميتون}، ولكل أجل كتاب، والتفكير في الانتحار هي النتيجة المزرية والغبية التي يقع فيها بعض الناس، لكنهم قلة قليلة، لا أعتقد أبدا أنك ستقدمين على هذا الفعل البشع، ولا يمكن أن تجعلي مآلك بسوداوية فظيعة، فاستغفري الله، واسألي الله تعالى أن يفرج عليك، وانظري إلى إيجابياتك، أنت صغيرة في السن، ومهما كانت هناك صعوبات، لكن -إن شاء الله تعالى- لديك القدرة والفرصة أن تغيري وأن تبدلي الكثير من الأفكار الخاطئة والمشاعر السلبية، وأن تكوني إنسانة قوية ومثابرة ونافعة لنفسك ولغيرك، وتعيشي الحياة بأمل ورجاء.

إذا الذي نطالبك به هو تغير فكري على منهج جديد، على طريق جديد، وابحثي عن الصديقات الصالحات، الإنسان محتاج لمن يأخذ بيده، احرصي على صلاتك في وقتها، الدعاء، الاستغفار، تلاوة القرآن، زودي نفسك بنور العلم، العلم نور، ويفيد الإنسان، ويجعلك -إن شاء الله تعالى- تشعرين بقيمتك الحقيقية.

وأنا حقيقة أنصحك بل أطالبك أن تذهبي إلى طبيب نفسي، والحمد لله تعالى هم كثر جدا في السعودية، وسوف تجدين منه -إن شاء الله- المزيد من الإرشاد، وإذا تطلبت حالتك إعطاء دواء فسوف يقوم الطبيب بذلك، لا تتأخري في الذهاب إلى المختص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات