هل شعور قرب الموت حقيقي أم مجرد وساوس؟

0 171

السؤال

السلام عليكم
أنا فتاة، وبعمر 21 سنة، أدرس في الجامعة أصابتني حالة خوف من أني سأموت منذ نحو 3 أسابيع، عندما انتهيت من صلاة الفجر، وما زالت مستمرة معي حتى هذه اللحظة.

علما بأني أصلي وأقرأ القرآن، وأقرأ الأذكار أتحسن قليلا، لكن ما زال الإحساس يطاردني، أصبحت لا أستطيع التركيز في المحاضرات واختباراتي الأسبوع القادم، ولا أستطيع دراسة أي شيء، أصبحت بلا أهداف، وأقول في نفسي ما الفائدة من الدراسة ما دمت سأموت.

أنا وأخي نعيش معا في المنزل، وأهلي مغتربون، كل يوم أتحدث مع أبي في هذا الموضوع أطمئن قليلا، لكن ترجع لي هذه الحالة، أبي أصبح قلقا جدا علي، ويأتي أخي للتحدث معي ليخرجني من هذه الحالة، فألتزم الصمت فيمل مني ويذهب، حتى أصبح لا يتحدث معي، نذهب شبه يومي إلى بيت جدي لعل اختلاطي بالناس يخفف هذه الحالة، لكن بلا جدوي عندما أودعهم أقول في نفسي إن هذه المرة هي آخر مرة أراهم فيها، حاولت التخلص من هذه الحالة بطرق كثيرة، لكني أرجع وأقول لماذا أتاني هذا الخوف، إنها علامات من الله تدل على دنو أجلي، لكني أرجع وأقول إن رب العالمين أرحم من أن يعذب الإنسان بهذه الأفكار قبل موته وإلا لما أخفى عنا موعد موتنا.

لقد تعبت جدا من هذه الأفكار لا أستطيع الأكل فقدت الكثير من وزني ووجهي أصبح شاحبا كأني في الستين من عمري، ويصيبني ضيق نفس، ورعشة، وبرودة في الأطراف.

عمي توفي منذ ثلاث شهور، وكان بمعزة والدي، وكنت أظل معه في المستشفى، وبعدما مات حزنت كثيرا لكن ما كانت هذه الأفكار تأتيني، هل شعور قرب الموت حقيقي أم مجرد وساوس؟

أدعو الله كل يوم أن يطيل في عمري، ويجعله في طاعته، هل من الممكن أن يستجيب الله أم أنها أشياء محسومة ومن المستحيل أن تتغير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيتها الابنة الكريمة: من الواضح أن شخصيتك شخصية حساسة، نفسك نفس طيبة، منظومتك القيمية منظومة عالية وراقية بفضل الله تعالى، ونسبة لحساسيتك وكل السمات التي تحدثت عنها أراك تتأثرين لأبسط الأمور، والوسواس يستغل حقيقة الشخصية الحساسة، وكذلك المخاوف، وبما أن نفسك طيبة والمنظومة القيمية لديك مرتفعة جدا تتسلط عليك نفسك اللوامة لأبسط الأشياء، وهذا يزيدك من قلقك وتوترك، لكن قطعا هذا أيضا -إن شاء الله تعالى- يساعد وينقلك إلى مرحلة الطمأنينة.

الوساوس هي الوساوس، وهي كثيرة ومنتشرة، وتأتي في شكل موجات تزيد وتنقص، وتجاهلها وعدم مناقشتها، والابتعاد عن تحليلها، واستبدالها بفكر مخالف هو العلاج الأساسي لها، خاصة من نوعية الوساوس التي تحدثت عنها.

لا أريدك أبدا أن تدخلي في تفسيرات أو تأويلات أنك محسودة، أو أن هذا الأمر فيه اختبار لك، لا، هذه ابتلاءات بسيطة تحصل في حياة الناس، ومن لا يجرب القلق لا يكون مسترخيا في حياته، فأنت اعتبريها طاقة نفسية حتى وإن كانت سلبية، لكن -إن شاء الله تعالى- تتحول إلى طاقة إيجابية.

اجتهدي في دراستك، نظمي وقتك، اصرفي انتباهك عن الفكر الوسواسي بالسبل والطرق التي تحدثنا عنها، مارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، اقرئي، اطلعي، طبقي تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما ورد فيها من توجيهات وإرشادات.

قطعا القلق والمخاوف والوساوس تستجيب أيضا للأدوية بصورة واضحة جدا، وعقار مثل الـ (سبرالكس) - وهو عقار سليم في مثل عمرك - سيكون مناسبا جدا لك، لكن حقيقة لا أريدك أن تستعجلي في استعمال الأدوية، وإن تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي ربما يصف لك هذا الدواء، أو أي دواء آخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات