أصبت بالحزن وارتفعت دقات قلبي بعد موت أبي بـ 3 أسابيع!

0 98

السؤال

السلام عليكم.

لقد فقدت والدي منذ سنة ونصف بمرض السرطان، تقبلت الخبر جيدا وقتها ولم تحدث معي صدمة خبر الوفاة كما أسمع، لا أنكر أنني بكيت، لكن ليس لمدة طويلة، وليس أمام الناس، كما كنت أرى الناس يبكون على فقدان أبويهم، وكنت أتماشى مع الأمر جيدا، ولم أبك أمام صديقاتي أبدا، وكنت أتحدث عن أبي بشكل طبيعي، وكنت مستغربة من ردة فعلي؛ لأنني كنت على علاقة قوية جدا بوالدي، ولكن تغير هذا الشيء.

قبل ثلاثة أسابيع سألتني زميلة لي عن عمل أبي، وبالعادة أستجيب بشكل طبيعي للسؤال، لكن وقتها ولسبب لا أعلمه ارتفعت دقات قلبي، وأصبح وجهي محمرا جدا، وأصبحت قدماي ومعدتي وقلبي يؤلمونني، وفقدت القدرة على الكلام ومن وقتها والحالة هذه بالإضافة إلى نوبات بكاء شديدة، ونوبات من القلق والحزن العارم، والرغبة بالموت تأتيني، ففقدت القدرة على الحديث لمن حولي، وفقدت الرغبة بالأكل والضحك، وحتى الأمور التي كنت اشعر بقمة السعادة بفعلها أصبحت تزيد وجعي وهمي.

ذهبت للطبيبة فأعطتني دواء انديكاردين لتسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ولكني ما زلت أشعر بنفس الأوجاع، وعدم القدرة على الحديث؛ لأنني إن تكلمت ستصيبني نوبة فزع وهلع، وكلما تذكرت هذه النوبات تأتيني بقوة، حتى أنني بدأت أشعر بالفترة الأخيرة بأنني أفقد السيطرة على حياتي وفقدان الأشخاص من حولي، وهذه الأفكار تزيدني رعبا، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، ولكم الصبر وحسن العزاء.
التعبير عن الحزن لا بد أن يكون موجودا، في بعض الأحيان يكون في وقته وفي لحظته، وفي بعض الأحيان قد يتأخر، أو قد يظهر بصورة مختلفة، والذين تتأخر أحزانهم أو إبداء أحزانهم تظهر عليهم الأعراض في وقت متأخر، وتكون أكثر شدة وحدة، وهذا هو الذي حدث لك.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ما يحدث لك هو نوع من التعبير المتأخر عن الأحزان، فأنصحك بأن تكثري من الاستغفار، وأن تحمدي الله تعالى، وأن تدعي لوالدك بما ورد في السنة: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، ونور له في قبره، وافتح له بابا إلى الجنة) وغير ذلك من الأدعية، وقولي: (اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وذكرنا وأنثانا، وكبيرنا وصغيرنا، اللهم من توفيته منا فتوفه على الإسلام، ومن أحييته منا فأحيه على الإيمان)، وأن تتصدقي له حتى ولو بالقليل حتى تدخلي عليه حسنات جديدة وهو في قبره، وأن تحاولي أن تبري من كان يبرهم ويصلهم.

هذا مهم ومطلوب، ويعوض لك الكثير من هذه الأحزان.

الأمر الآخر: اشغلي نفسك بأعمال المنزل، بالقراءة، بالاطلاع، تلاوة القرآن، الدعاء.

وأمر ثالث مهم جدا: مارسي شيئا من الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، سوف تكون مفيدة جدا.

الأمر الرابع: تحدثي عن والدك، لا تتجنبي الحديث عنه، ولا تتجنبي الروابط التي تربطك به، يعني: إذا شاهدت إحدى متعلقاته أو صورة أو شيئا من هذا القبيل، لا تتجنبي، سلي الله له الرحمة في تلك اللحظة، وتذكري مآثره، هذا أمر مهم جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدواء الذي أعطاه لك الطبيب هو أحد كوابح الـ (بيتا)، وهو بالفعل يخفف من سرعة ضربات القلب، لكن أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تتناولي دواء بسيطا أيضا مثل الـ (سبرالكس)، يمكن أن تشاوري الطبيب في ذلك، والسبرالكس يسمى علميا (استالوبرام)، أنت تحتاجين له بجرعة بسيطة، ولمدة قصيرة، والدواء سليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، الجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم أنقصيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

مواد ذات صلة

الاستشارات