أعاني من تشوه خلقي وأشعر بالعزلة عن الناس.. ما نصيحتكم؟

0 125

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تشوه خلقي بسببه أتعامل معاملة سيئة وسخرية من الأهل والمحيط، أعاني من شعور بالعزلة بالرغم من أني أنهيت مرحلتي الجامعية، ولكن لم أجد عملا بسبب الشكل، أحاول إبعاد فكرة أني نكرة وأندمج في الدورات والقراءة، ولكن أحتاج فعلا أن أشعر بتقبل الناس لوجودي، ماذا تنصحوني أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لله في خلقه شؤون، ومكونات الجسد وشكله يجب أن لا تكون أبدا هي المعيار لأن نحكم على أنفسنا، الناس تتفاوت في مظهرها، والإنسان خلق في أحسن تقويم، فيا أيتها الفاضلة الكريمة كوني عزيزة نفس، وكوني صاحبة همة عالية، والإنسان يقاس دائما بخلقه وسلوكه وطباعه وإلى أي مدى هو مفيد لنفسه وللآخرين، تجملي بجمال الإيمان، وكوني من أهل القرآن، هذا ما أنصحك به حقيقة، والذين يستهزؤون ويسخرون هم دائما أصحاب النواقص من البشر، الصالحون لا يقومون بذلك، فاجعلي لنفسك صحبة وسط الفتيات الصالحات.

انخرطي في برنامج اجتماعي يفيد الضعفاء، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، علمي نفسك هوايات، هذا كله يجعلك تبرزين على المستوى الشخصي، وأيضا على المستوى المجتمعي، هذه هي الأسس الرئيسية التي أنبهك إليها، وأرجو أن لا تركزي على شكلك، حين تأتيك هذه الفكرة الوسواسية السخيفة أنك قبيحة المظهر، اصرفي انتباهك، وقولي أنا -الحمد لله تعالى- حتى وإن كنت لست جميلة، لكني عالية الخلق وعالية الأخلاق، علماء السلوك يجدون أيضا أن التركيز على ما يسمى التأمل والحضور الذهني مفيد، بدلا أن تراقبي شكلك راقبي تنفسك، الشهيق الزفير، وقومي بعدهم مثلا لمدة دقيقتين هذه بعض الحيل السلوكية التي تصرف الانتباه عن الانشغال حول الشكل، وأريدك أن تضعي لنفسك هدفا ساميا، مثلا أجعلي هذا الهدف هو بر الوالدين لأقصى درجة ممكنة، واسعي لذلك بكل السبل وبكل الطرق، هذه الأهداف السامية والنبيلة أيضا تؤدي إلى إزاحة فكرنا مما هو سلبي وسخيف وغير مجدي إلى ما هو إيجابي وطيب ومفيد.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات