ما زلت أعاني صعوبة النوم ليلا، فما العلاج المناسب لحالتي؟

0 135

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أعاني منذ صغري من مشكلة تتعلق بالنوم، كنت عندما ينام إخوتي، أذهب لوالدتي -رحمها الله-وأقول لها: لم يأتني النوم حتى الآن، وأريد النوم عندك، فتوافق أحيانا، وترفض أحيانا أخرى، فأنام في غرفتها دون قلق.

تفاقمت مشكلة النوم معي الآن، وما زلت أفكر هل سأنام الليلة أم لا، ويشتد القلق عندما يكون لدي موعد مهم، مثل سفر في الأيام المقبلة، أو مقابلة، أو بداية دراسة، أظل قلقا أفكر هل سأنام في تلك الليلة أم لا؟

- في ليلة اختبار القدرات، كنت لا أنام في فترة الظهيرة رغم تعبي، لكي أنام ليلا، ومع ذلك أكون قلقا وأفكر هل سأتمكن من النوم أم لا؟

- في إحدى المرات خلدت للنوم في الساعة الثامنة صباحا.

- في أحد الأيام لم أستطع النوم ليلا، وأخبرت والدتي -رحمها الله- في الصباح أنني لم أنم، وأرغب بالغياب عن المدرسة فرفضت، فذهبت للمدرسة دون نوم، وأثناء اليوم الدراسي أفكر هل سأنام الظهر أم لا؟ وقبل سنتين قدمت استشارة لدى اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، وشرحت الحالة للدكتور عبر الهاتف، ونصحني بسبرالكس نصف حبة، استمررت عليه لمدة سنة، ثم ضاعفت الجرعة لحبة كاملة، -لا أخفيك يا دكتور مدى استفادتي من العلاج-، ولكن لا أعلم ما الذي جعلني أترك العلاج بلا سبب، فعادت لي المشكلة مرة أخرى.

وقبل سنة، أثناء وجودي في أحد المطاعم، أصابني هلع، وسرعة في ضربات القلب، وسرعة في التنفس، وجفاف للشفايف، وإحساس بالدوخة، ووخز، وبرودة بالأطراف، وتكررت الحادثة تقريبا 3 أو 4مرات، مرة في صلاة الجمعة، وفي السيارة، والجامعة، فما سبب ذلك؟.

في الفترة الأخيرة أشعر باكتئاب، وتقلب المزاج، وعندما يتحسن مزاجي أتساءل لماذا كنت مكتئبا؟ وحاليا أتناول سيبرالكس حبة يوميا، وعندما يتأخر الوقت ولا أستطيع النوم أتناول حبة من بنادول نايت، لكن في الصباح أشعر بخمول وكسل، وتقلب بالمزاج، فما العلاج لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

طالما كانت هذه المشكلة امتدت منذ أن كنت صغيرا وحتى الآن فهي في غالبها سمات من سمات الشخصية، لديك شخصية قلقة ومتوترة، والشخصية القلقة والمتوترة تحمل هما لأي شيء، وتعمل حساب أي شيء، وتتوجس، وهذا ما يظهر عندك في مشكلة النوم إذا كانت هناك أحداث معينة في حياتك -كما ذكرت- مثل الامتحانات وأحداث الحياة العادية، فهي عندك تكون لها هم، وتحدث الكثير من القلق والتوتر، هذا من ناحية عامة.

ومن ناحية خاصة: أيضا فقد أصبت باضطراب الهلع، وما حصل لك عند صلاة الجمعة وغيرها هي نوبات هلعية، وطالما تكررت فهي أصبحت اضطراب الهلع، واضطراب الهلع قد يصاحبه أعراض اكتئاب نفسي، وهذا ما حصل معك من تغيير المزاج وغيره.

السبرالكس -أخي الكريم- دواء فعال جدا في علاج الهلع والاكتئاب والقلق في الوقت ذاته، وجرعته: حبة واحدة -أي عشرة مليجرام- يوميا، ولكن في بعض الأحيان إذا كان هناك تحسن جزئي فيمكن زيادة الجرعة إلى حبتين كاملتين، وطبعا يجب أن يأخذها المريض لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ولكن طالما استمرت الأعراض عند التوقف فيجب أن يتم الاستمرار على تناول الجرعة حتى تختفي الأعراض.

هناك شيء أحب أن أضيفه: طالما عندك سمات القلق هذه فالأدوية لا تعالجها، علاجها علاج نفسي، إذ تحتاج إلى جلسات نفسية لتتعلم كيفية الاسترخاء وكيفية التعامل مع القلق والتوتر، وهذا يساعد كثيرا في النوم.

أخي الكريم: لا تحمل هما للنوم، النوم هو وظيفة طبيعية للإنسان، يجب عليك أن يكون عندك أشياء معينة للنوم: أن تنام في ساعة محددة، أن تطفىء الأنوار حين أردت النوم، وإذا لم تدخل في النوم وجاءك النعاس فانهض من السرير ولا تفكر، واعمل عملا آخر مسليا حتى يأتيك النعاس.

والشيء الآخر: يجب عليك ألا تحمل هموم اليوم معك إلى الفراش، لأن هذا يزيد من مشكلة عدم النوم.

البنادول نايت: طبعا هو مركب من البنادول ومضاد للهستامين يساعد على النوم، ولكن الأفضل لو أخذت (ريمارون) 15 مليجرام لمدة شهر متواصل حتى ينتظم النوم، ثم بعد ذلك تسحبه، وتستمر على السبرالكس والعلاج النفسي.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات