والدي ينسى بعض الأمور.. فهل هو مصاب بالزهايمر؟

0 100

السؤال

السلام عليكم.

والدي يبلغ من العمر 68 عاما، يعاني من الضغط والسكري ومنذ حوالي 6 أشهر كان بحالة جيدة إلا أنه في كل مساء وبعد العصر يغضب بشدة ويقول لنا أريد الذهاب لبيتي فهذا البيت متسخ وليس بيتي، ولكنه لا ينسى أولاده.

بعدها قام بعملية جراحية لعينيه، ولم تكن ناجحة، فضل لأكثر من شهر لا يرى، ثم بدأ يرى بشكل ضعيف، ومنذ ذلك الحين وهو لا يدري ما حوله، وإذا سمع القرآن يقول لنا ما هذه الموسيقى، عرضناه على أخصائي مخ وأعصاب، فقال: إنه تلف في بعض خلايا المخ، وبعدها أحضرنا له راقي فأعطاه ماء مقروءا عليه بعد ما شربه انتفخ بطنه بشكل غريب، وأصيب بإمساك حاد دام لمدة شهر.

أعتذر على الإطالة، أرجو إفادتي، هل حالة والدي زهايمر، أم تستوجب الرقية الشرعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدك العافية.
من الواضح أن والدك - حفظه الله - لديه علة في الإدراك والاستيعاب والذاكرة، وقطعا متلازمة الزهايمر تأتي على رأس القائمة من حيث الحالات التي تسبب ما يعاني منه والدك، توجد أسباب أخرى لضعف الذاكرة بهذه الكيفية مع وجود اضطراب في الأفكار، وربما يكون لديه أيضا هلاوس، وهذه كلها قد تكون ناتجة من علة الزهايمر، أو قد تكون نوعا من أنواع الخرف الأخرى، خاصة ما يعرف بالخرف الوعائي، والذي ينتج من ضيق من شرايين في الدماغ.

لا تنزعجي لما أقوله لك، هذه الحالات كثيرة، والوالد بالفعل يحتاج أن يكون تحت إشراف طبي، إما مع طبيب مخ وأعصاب لديه خبرة واسعة في علاج الخرف أو العته، أو مع طبيب نفسي مختص في الطب النفسي لكبار السن.

توجد العلاجات الدوائية التي يمكن أن تساعد، فلذا أرجو أن تذهبوا به إلى الطبيب مرة أخرى، وقطعا من المفترض أن تتم له بعض الفحوصات، خاصة إجراء صورة مقطعية أو صورة بالرنين المغناطيسي للدماغ، لتوضح حجم تلف الخلايا الدماغية، والذي غالبا يكون في شكل ضمور لأجزاء معينة للدماغ.

عملية العين لا أرى أنها سبب، لكن لوحظ أن أي تغيرات أساسية في حياة كبار السن - مثل إجراء العمليات أو الإصابة بالتهاب شديد مثلا - قد تعجل من ظهور حالات ضعف الذاكرة والإدراك.

هذه الملاحظة معروفة وموجودة، كثير من الذين يعانون من متلازمة الزهايمر قد تكون الحالة بسيطة لديهم، أو الأعراض ليست مزعجة للأهل، لكن بعد أن يقوم بإجراء عملية مثلا أو يصاب بالتهاب مثلا تظهر الأعراض على السطح وبشدة.

قطعا الوالد يجب أن يراعى، وأنا متأكد أنكم أشد حرصا الآن على ذلك، ومن المهم جدا أن يكون له رفقة في البيت، وأن تحاولوا أن تعطوه المعلومات الأساسية، الأسماء مثلا تذكر له، الوقت يذكر له، وتتحدثوا معه حول الأشياء التي يحبها، وحين يتكلم بشيء من الاضطراب في الأفكار هنا الفتوا انتباهه بالدخول في موضوع آخر أو فكرة أخرى، هذا يقلل كثيرا من هذه الهذاءات واضطراب الفكر المتعلق بهذه الحالات.

قطعا الرقية الشرعية نافعة في جميع الأحوال، وماء زمزم لما شرب له، فلا بأس في ذلك أبدا، ينفع ولا يضر، أي: أن يرقى هذا أيضا أمر طيب وينفع بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات