أعاني من الخوف من الموت حتى أصابني الاكتئاب والوسواس القهري

0 125

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على جهودكم المبذولة، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

أنا بعمر 26 سنة، وأعاني من مشكلة نفسية، وهي اكتئاب الموت، ووسواس قهري في الموت، فمنذ سنين طويلة اعاني من هذا الوسواس اللعين، الذي أدخلني في معمعة ومشاكل، ومخاطر لا يعلم بها إلا الله سبحانه.

تأتيني أحاسيس أن أجلي قد دنا، ومن خلال هذا الشيء تأتيني أفعال قهرية، أحيانا أكون مرتاحا، وأتكلم وأضحك فأتذكر أن أجلي يقترب، وتأتيني رغبة في البكاء، ورغبة في شق الملابس، وكسر الجوال، ورغبة في لعن و سب أي شخص أمامي، حتى ولو كنت في سيارة تأتيني الرغبة أن أصطدم في سيارة أمامي أو في أي رجل يمشي في الطريق!

كل هذه التصرفات نابعة من قهر وغبن من وسواس الموت أو اكتئاب الموت، لم أعد أتلذذ بحياتي، أصبحت حياتي لا قيمة لها.

الأشياء التي كانت تسعدني لم تعد لها قيمة في حياتي، والسبب أني قرأت أو سمعت أن من علامات قرب الأجل انحناء الظهر، وجن جنوني، وكل دقيقة أذهب إلى المرآة وأرى هل ظهري منحني أم لا؟ وأجزم أنه اقترب الأجل.

لا أستطيع أن أقتنع بأي فكرة أخرى غير أن أجلي قريب، وتقتلني ضيقة شديدة جدا من داخلي، وصراع داخلي شرس بيني وبين هذا الوسواس اللعين.

أنا أستخدم الدوجماتيل، ولم يجد نفعا، ونسيت أن أقول أحيانا تأتيني صعوبة في الرؤية، وألم أسفل ظهري، وأصبح الانتصاب لدي ضعيفا، وهذا يثير قلقي في الزواج، هل هذا ناتج عن قلق؟

ربما أنه اختلال الآنية، وقبل شهور استخدمت الفافرين أقل من شهر وأوقفته بدون أسباب مقنعة، والضيقة والإحساس دمروا حياتي بشكل فضيع وقاهر جدا.

أرجوكم أن تفيدوني عن كل تساؤلاتي، وبكل صراحة، هل هذا واقع أم أنها مجرد وساوس؟

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا ليس وهما، بل هذه مشاكل نفسية، هذا اضطراب نفسي واضح، تعاني من توتر شديد، مما يسبب لك ضغوط، ووساوس، وتتمنى أن تفعل أشياء لتخفيف هذا الضغط النفسي الشديد الذي تمر به - أخي الكريم - والذي يتمثل في الإحساس والميل إلى العنف، أو إحساس أنك تحتاج إلى أن تفعل شيئا ما لتخفيف هذا الضغط الشديد الذي تعاني منه، والذي تسبب أيضا في أعراض اكتئابية، مثل البكاء، وعدم التلذذ بالحياة، ومخاوف وسواسية.

هذه مشكلة حقيقية، هذا اضطراب نفسي حقيقي - أخي الكريم - ويحتاج لعلاج، لا أدري لماذا أوقفت الفافرين، شهر واحد غير كاف حتى نحكم على الدواء، خاصة مضادات الاكتئاب والوسواس القهري، والفافرين من الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكنها تساعد في علاج الوسواس القهري والقلق والتوتر، ولكن يجب أن يتم استعماله لشهرين على الأقل، حتى نحكم له أو عليه، ثم بعد ذلك إذا كان هناك تحسنا جزئيا إما نزيد الجرعة أو إذا لم يكن هناك تحسن على الإطلاق أوقفناه واستبدلناه بدواء آخر.

الشيء الآخر: العلاج النفسي، العلاج النفسي مهم جدا، تحتاج لجلسات نفسية، تحتاج أن تتواص مع معالج نفسي حتى يساعد في إفراغ ما بداخلك من شحنات عنيفة، وتوتر ظاهر، وهذا لن يتأتى إلا بالعلاج النفسي والتحدث عما بداخلك، ولا بأس من الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي، فهذا عادة يؤتي نتائج أفضل أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات