هل يمكنني الدمج بين أدوية الهلع والخوف وأدوية الوسواس؟

0 118

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 30 سنة، أعاني من خوف وهلع، عالجت المشكلة بدواء زولفت، وتحسنت بنسبة كبيرة، ولكن لدي مشكلة أخرى هي وساوس الأفكار غير الطقوسية، استخدمت قبل مدة بروزاك، قطع تلك الأفكار عني تماما، ولكن الهلع ما زال مستمرا، فانتقلت إلى الزولفت، وتحسنت عليه، فقضى على الهلع والمخاوف، ولكن لم يقطع عني وساوس الأفكار، فصرت في دوامة بين الزولفت والبروزاك، أعالج شيئا ويبقى شيء آخر.

سؤالي: هل أدمج بين الدواءين بجرعات قليلة، مثلا زولفت بجرعة 100، وبروزاك بجرعة 20، أو زولفت بجرعة 50، وبروزاك بجرعة 40، بحيث يقضي البروزاك على وسواس الأفكار، والزولفت يقضي على الهلع والمخاوف؟ لأنني إذا عالجت بالزولفت قضى على المخاوف والهلع، ولكن تبقى وسواس الافكار، وإذا تركت الزولفت وانتقلت للبروزاك عالج وسواس الأفكار وبقى الهلع والخوف.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمبدأ السليم والصحيح والعلمي هو ألا تدمج بين الدواءين، فدواء واحد بجرعة صحيحة سوف يكون كافيا، الزولفت يتميز بأنه أشمل، من حيث تصيد الأعراض النفسية كالاكتئاب والقلق والخوف وكذلك الوساوس، هو دواء فاعل جدا في علاج الوسواس القهري، لكن الإنسان يحتاج له بجرعة كبيرة نسبيا ليتم التخلص من الوساوس، قد تحتاج للجرعة الكلية، وهي مائتي مليجرام في اليوم على الأقل لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك تبدأ في التخفيض التدريجي، -ويا أخي الكريم-: العلاج الدوائي يجب أن يدعم بالعلاجات السلوكية ولا شك في ذلك.

إذا الخيار الأفضل والأسلم والأحوط هو أن تتناول دواء واحدا، وأنا أرى أن الزولفت سيكون مناسبا، وحتى إن كان خيارك البروزاك فالبروزاك أيضا دواء رائع جدا، فهو يعالج الاكتئاب والتوترات والمخاوف والوساوس، لكن جرعة المخاوف -أو علاج المخاوف- يجب أن تكون أيضا كبيرة نسبيا، مثلا ستون مليجراما في اليوم، وهي الجرعة ذاتها التي نستعملها أيضا لعلاج الوسواس القهري، علما بأن الجرعة الكلية للبروزاك هي ثمانون مليجراما في اليوم.

أخي الكريم: بالنسبة للدمج -كما ذكرت لك- بين الأدوية: لا أحد يفضله من الناحية العلمية، لكن ليس ممنوعا، وإذا تناول الإنسان هذين الدواءين مع بعضهما البعض يجب أن يكون تحت إشراف طبي نفسي مباشر، هذا -أخي الكريم- أفضل وأحوط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات