أعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي، فكيف أتخلص منها؟

0 163

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من مساعدة الناس، جعلها الله في موازين حسناتكم.

أنا شاب، لست خجولا ولا ضعيف الشخصية، لكن هناك أعراض تظهر علي في بعض المواقف، تبين أنني خجول، قرأت عنها، واتضح أنها أعراض الرهاب الاجتماعي، تلك الأعراض هي رجفة مستمرة في اليدين، وتسارع بضربات القلب، ورجفة في الصوت، وفقدان التركيز على الموقف، لخبطة، ولا أحسن التصرف في المواقف، التعرق وخاصة بمنطقة الإبط، وهذا العرض يضايقني كثيرا لأنه يظهر بوضوح.

قررت الذهاب لطبيب نفسي، وصف لي علاج (السيبراليكس) أستخدمته لأكثر من سنة ونصف، فاختبرت نفسي في عدة مواقف، واكتشفت أن هذه الأعراض زالت، ثم قررت ترك الأدوية منذ شهرين تقريبا.

عادت تلك الأعراض المزعجة مرة أخرى، مما يفقدني السيطرة على المواقف، فأنا أعرف كل الحاجات التي يجب أن يعرفها الشخص المصاب بالرهاب، وأحاول التفكير بطريقة إيجابية، فأنا إنسان اجتماعي نوعا ما، وسلوكي جيد، ولقد قرأت استشارات مشابهة لحالتي في هذا الموقع، وقرأت وصفتك يا دكتور، والتي تتمحور حول علاجين، ولا أعلم ما هو العلاج الأنفع لحالتي؟

أريد أن تكون أعصابي باردة، وأتصرف طبيعيا في المواقف، وأرغب بالتخلص من الأعراض التي تنتج عن زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، وأرجو منكم المساعدة.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: أتفق معك تماما أن المخاوف ليست من الضروري أن تنشأ لدى الشخصيات التي تعاني من الضعف في الشخصية أو الخجل، فالخوف ليس جبنا، وأقصد بذلك الخوف النفسي -أيا كان نوعه ومصدره- إنما هو سلوك مكتسب، والإنسان -أخي الكريم- يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القط، هذا مثبت وواضح.

فأرجو أن تطمئن أن هذه المخاوف التي تأتيك ليست دليلا على الضعف في شخصيتك أو نقصا في إيمانك، هذا من ناحية.

والناحية الثانية: الخوف سلوك مكتسب، أنت لم تولد به، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد، وما دام هذا الخوف قد اكتسب نسبة لتجارب سابقة فيمكن أن تفقده من خلال التعليم المضاد، والتعليم المعاكس أو المضاد يعني أن تواجه الخوف، أن تحقر الخوف، وأن تسعى في تعزيز شبكتك الاجتماعية، حسن النسيج الاجتماعي وجد من أفضل الطرق التي تعالج الرهاب الاجتماعي، ومن أهم التطبيقات العملية التي يجب أن تلجأ إليها هي: أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، ويا حبذا لو كنت في الصف الأول وخلف الإمام.

ثانيا: الذهاب إلى المناسبات وتلبية الدعوات، كالأفراح، والأعراس، والمناسبات الأخرى: كتقديم واجب العزاء، السير وتشييع الجنائز، زيارة المرضى في المستشفيات، الخروج مع الأصدقاء لتناول وجبة مثلا في أحد المطاعم، ممارسة رياضة جماعية.

وأن تكون حريصا -أخي- أن تجعل دائما تعابير وجهك ذات قسمات إيجابية، واذكر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، لغتك الجسدية يجب أيضا أن تكون لغة فعالة، وكذلك نبرة صوتك حين تتحدث للآخرين، هذه الثلاثة يجب أن تراعيها، إلى جانب الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، فسوف تكون مفيدة جدا لحالتك.

إذا هذا هو خط العلاج الأول، والذي يمثل ستين إلى سبعين بالمائة من الفعالية العلاجية، أما الأدوية فهي تساعد، لكن الإنسان إذا اعتمد على الدواء فقط حين يتوقف منه سوف يصاب بانتكاسة، لذا نقول: أن يقوي الإنسان دفاعاته السلوكية من خلال ما ذكرته لك سلفا، هذا هو العلاج الأنجع، وأعتقد أنك في هذه المرحلة لا مانع أن تتناول دواء آخر لفترة ليست طويلة، والدواء الذي أرشحه هو (زولفت) والذي يسمى علميا (سيرترالين)، السبرالكس دواء رائع، لكن في الخوف الاجتماعي البحوث كلها تشير أن الزولفت أفضل.

الجرعة هي: أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما فقط (نصف حبة) ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، فهذه جرعة صغيرة لدواء سليم، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، -وإن شاء الله- موضوع التعرق، وكل ذلك سوف يختفي منك تماما.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات