حدث خلاف بيني وبين خاطبي بسبب تفتيش الجوال، فهل أتركه؟

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 27 سنة، ومخطوبة منذ ثلاث سنوات من زميل لي في الجامعة، وكان بيننا ارتباط بعلم والدتي قبل الخطبة بأربع سنوات، ثم تقدم لخطبتي، مع العلم أنه جاء ثلاث مرات لخطبتي أثناء هذه السنوات، ولكن والدي كان يرفضه؛ حتى يتم التخرج ويلتحق بالجيش، وفعل ذلك وتمت الخطبة، فهو إنسان خلوق، ومحترم، وطيب وحنون، ويصلي في الجامع، فهو يقودني إلى الخير والتقرب إلى الله -ولله الحمد-، ولكن المشكلة تأتي في اختلافاتنا كثيرا فتحدث مشاكل كثيرة بيننا على أشياء بسيطة وصغيرة، ولكنه يكبرها ولا يفوت الأمر سريعا، عيبه أنه عصبي وسريع الغضب من أقل شيء، ويأخذ وقتا كثيرا حتى يعدي هذه المشكلة ويرجع كما كان، ويعود علي باللوم والمحاسبة بهدف أنه يعلمني كي لا أضايقه مرة أخرى، ولكني كنت أجادله كثيرا وأرفض هذه المعاملة، وهذا ما كان يضايقه أكثر.

الآن حدثت مشكلة بيننا فقد كان في بيتنا وكنا نشاهد على هاتفه المحمول صورا لأشكال النجف، وعندما كان يقلب الصور ظهرت صورة لفتاة شبه عارية فسألته ما هذا؟! قال لي: لا أعرف هي تحملت من مجموعة الواتس أب تابع للشغل (شغله في محل للموبايلات) وليس مني، فمن الممكن أن يكون أحد أفراد المجموعة أرسلها لشخص آخر وهي تحملت على جهازي تلقائيا، أنا أعلم هذا الكلام ولكن كيف أصدقه وأثق فيه مرة أخرى أنه لا يشاهد مثل هذه الصور؟ وأنه لا يوجد صور أخرى على جهازه، أو أنه يكلم بنات أو ما شابه ذلك، قلت له امسحها الآن ولو تحملت مرة أخرى امسحها على الفور، وبالفعل مسحها أمامي ولكن كلامه كان متعصبا وغاضبا ويتحجج بأنني آمره، مع أنني كنت أكلمه بكل هدوء؛ لأن أهلي كانوا أمامي ولا أريدهم أن يسمعوا ما يحدث بيننا، مع العلم أنني لم أثبت عليه مثل هذا من قبل لأنه لا يتركني أفتح موبايله نهائيا، ولا يسمح أن أمسكه أبدا، ولكنه سامح لنفسه أن يمسك موبايلي ويفتش فيه، وكنت أعترض ولكنه ويقول لي: لماذا لا تريديني أن أفتحه، ولا تقارني نفسك بي.

أنا استخرت الله كثيرا في هذه الخطبة وما زالت، ولكن لا يحدث شيء من الانفصال أو فسخ الخطبة ولا حتى تغير شيء في مشاعري تجاهه بالكره أو عدم القبول، بل بالعكس بيننا قبول وحب وارتياح حتى بعد المشاكل، ولكن أنا بدأت أقلق كثيرا وخائفة من الزواج، ولا أعلم ماذا سيحدث بعد الزواج من كثرة المشاكل لعدم اتفاقنا وهكذا، ولكننا نريد بعضا وبعد كل خلاف ننسى كل شيء، ولكنني أشعر أن هذه المشاكل هي تحذيرات وإشارات من الله أنه غير راض عن الخطبة.

أنا محتارة كثيرا، وأحس بضيق وملل، وأبكي كثيرا، مع أنني والحمد الله أقرأ القرآن، وملتزمة بقيام الليل كل يوم، وأحيانا أصوم الاثنين أو الخميس، ومواظبة على الأذكار الصباح والمساء والنوم والاستغفار والتسبيح، ولكن لا أعرف لماذا أشعر بالضيق الذي بداخلي والإحباط والكآبة، وأفضل أن أكون دائما وحدي ولا أكلم أو أختلط بأحد، فأنا أحاول أن أخفي هذا من أجل أبي وأمي؛ حتى لا يحزنوا علي، أريد استشارتكم كواحدة من بناتكم ماذا أفعل في هذا الأمر؟ وكيف أتصرف بالشكل الصحيح مع خطيبي حتى لا يدني بشيء أو أسلوب خطأ ينقلب ضدي؟

أنا أبحث عن الاستقرار والستر والزواج الناجح ورضا الله وتيسيره لنا في حياتنا، فأنا أدعو الله كثيرا وأتمنى أن يرضى عنا ويبارك لنا، أتمنى أن تكون الأيام القادمة بخير وأعيش طبيعية، وأستطيع أكون زوجة صالحة وناجحة في بيتي بدون كثرة المشاكل والخلافات،أدعو لي كثيرا في ظهر غيب.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
هذا الشاب لا يزال أجنبيا بالنسبة لك، وعليه فكيف تستجيزين الكلام معه والأخذ والعطاء والخناق وربما كلمات الحب والاختلاء والدخول والخروج.

طول مدة الخطبة تسبب الكثير من الخلافات بينكما بسبب أن كلا منكما يريد يملي على الآخر ما يريد خاصة وأنه لا يوجد أي رابط فيما بينكما يجعل المرأة تسمع وتطيع لزوجها، ويجل الزوج يتسامح ويغض الطرف عن زوجته.

ما بينكما من العلاقة خارج عن إطار الزوجية مخالف للدين، ولذلك فما تحصل بينكما من المشاكل هو عقوبة ربانية ونتاج طبيعي للمخالفة للشرع.

أنصحك بالتسريع في موضوع كتابة عقد الزواج، ومن ثم بعد مدة يسيرة الزفاف ما لم فاقطعي تواصلك معه، وليبق خطيبا لك حتى يكون جاهزا للزواج.

الأصل في التعامل بينكما الثقة لا الشك والريبة، والزواج لا يعني أنه لا يبقى لكل طرف خصوصياته فالتفتيش في أجهزة الهاتف طريقة غير صحيحة، بل هي من أكبر أبواب الشيطان الرجيم لزعزعة الثقة بين الزوجين وصولا إلى كثرة المشاكل ومن ثم الطلاق.

أوصيك أن تكوني حريصة على توفر الصفات التي ينبغي أن تكون في شريك حياتك وأهم ذلك الدين والخلق، كما أوصانا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

صلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور قبل أن يتفق والدك مع خطيبك على المهر وتوابعه، ثم وكلي أمرك إلى الله ليختار لك ما يشاء سبحانه فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

إن سارت الأمور بيسر وسهولة فذلك دليل على أن الله اختاره ليكون زوجا لك، وإن تعسرت وكثرت الخلافات وانسدت الأبواب فهذا يعني أن الله صرفه عنك.

كل شيء يسير في هذا الكون وفق قضاء الله تعالى وقدره، فكوني على يقين من ذلك، فمن كان مقدرا أن يكون زوجا لك فسيكون ومن لم يكن في قدر الله زوجا لك فمهما بذل وبذلت من أجل أن يكون فلن يكون فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

السعادة تكمن في توثيق الزوجين صلتهما بالله مع الاجتهاد في تقوية إيمانهما من خلال الإكثار من العمل الصالح وهذا ما وعد الله به يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

كوني على يقين أن المشاكل بين الزوجين لن تنتهي وستحصل في أول عمر الزواج لكنها ستتلاشى -بإذن الله- وستقل فيما بعد نظرا لفهم كل طرف للآخر، ولن تستقيم الحياة مع المحاسبة الشديدة لكل صغيرة وكبيرة، ولكنها تستقيم بغض الطرف عن كثير من الزلات والهفوات والأخطاء، فغض الطرف خلق رفيه لا يتخلق به إلا الكبار.

الذنوب تحرم العبد من الرزق كما قال عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، والمخالفات الشرعية تجلب للعبد الشقاء يقول تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ ).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة عل النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات