زوجتي تعاني من الخمول والكسل، وعند السفر يتغير حالها، كيف أتعامل معها؟

0 412

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، زوجتي كانت تعاني من الفصام، وتبين أن والدها كان يعاني من الفصام أيضا، فقالت الطبيبة: إذا كان هناك تاريخ عائلي، فنخاف أن يكون الوضع سيئا، وعليه يجب أن نبدأ العلاج على أساس أن هناك فصام، فابتدأت معها بالهالدول 7.5 جرام، ثم 5 جرام ثم 2.5، مع إضافة سيبرالكس جرام، ثم 1.25، مع الاستمرار على السيبرالكس 10 جم، ووعدت الطبيبة أن يتم وقف الهالدول بالزيارة القادمة.

الأعراض التي كانت مصابة بها زوجتي أول المرض اختفت (الوسواس، الشك، تخيل أشخاص موجودين وهم بالأساس غير موجودين، عدم الانتظام بالنوم)، بعد سنة من العلاج ظهرت عليها أعراض الاكتئاب، وذكرت الطبيبة أنه اكتئاب، فهي دائما مستلقية على السرير، تستيقظ مبكرا، ولا تستطيع العودة للنوم، رغم أنها تكون نعسانة، وينتابها خوف من مسؤولية البيت وتربية الأطفال.

هل تخفيض الدواء يفيد على حسب الحالة، هل أعراض الخوف والقلق بسبب الاكتئاب، أو بسبب الهالدول، وهل يمكن علاج القلق والخوف دون أدوية، وكيف أتصرف في حال خوفها من مسؤولية البيت، خاصة أنها لا تقوم بالأعمال المنزلية؟

ملاحظة مهمة: سافرت مع زوجتي وأطفالي رحلة إلى دبي استغرقت 7 أيام، كانت نشيطة وتستيقظ بنشاط، ولا تبقى على السرير، وكنا نخرج للرحلات، وشعرت أن نفسيتها تحسنت، وعند العوده إلى الوطن رجعت للكسل والخمول، والخوف والقلق من المسئولية، فكيف أتعامل معها؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماتريكس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يجعله عاما طيبا، وأن يجعل كل أيامنا طيبة وخير، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية والشفاء ولجميع المسلمين.

أيها -الفاضل الكريم-: زوجتك الفاضلة ربما يكون لديها أحد أمراض الفصاميات البسيطة، أو ربما يكون لديها ما يمكن أن يكون اكتئابا ذهانيا، أو ربما تكون حالة الاكتئاب نشأت بعد العلاج من المرض الفصامي، وهذه الظاهرة معروفة، (هالوبريادول) أو (هالدول) بالرغم من أنه رائع جدا لعلاج الذهانيات لكنه بالفعل في بعض الأحيان قد يؤدي إلى عسر مزاجي يتطور إلى اكتئاب.

أنا أرى أن السبرالكس دواء جيد ومفيد، وإن كنت أفضل البروزاك في حالة الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الجسدي، وكذلك الإجهاد النفسي، أو الذين يفتقدون طاقاتهم الجسدية والنفسية، البروزاك قطعا دواء يحسن المزاجية، ويحسن الدافعية، ويحسن درجة اليقظة عند الإنسان، فيمكن أن تستشير الطبيبة في هذا السياق، بأن يبدل السبرالكس إلى البروزاك، ويمكن أن تكون جرعة البروزاك حتى أربعين مليجراما يوميا.

أما بالنسبة (هالوبريادول) فيجب التوقف عنه، وإن كان لا بد أن نعطيها جرعة صغيرة واقية من الذهان، فأعتقد أن (إرببرازول) بجرعة خمسة مليجرام -وهي جرعة صغيرة- سيكون مفيدا، أما إذا أردنا أن نعطيها شيئا يحسن من نومها ومزاجها في ذات الوقت فأعتقد أن (كواتبين/سوركويل) بجرعة خمسين إلى مائة مليجرام سيكون جيدا ومفيدا، فإذا الخيارات الدوائية كثيرة ومتوفرة.

الجوانب السلوكية أعتقد أن زوجتك أيضا تحتاج لها، وأهمها: ممارسة أي نوع من الرياضة، وأن تحسن من تواصلها الاجتماعي، والرياضة -أخي الكريم- مفيدة، كرياضة المشي، تهيأ لها أن تمشي معك مثلا مرة أو مرتين في الأسبوع، أو إذا انضمت لنادي رياضي للسيدات -إذا كان ذلك ممكنا- هذا فيه -إن شاء الله تعالى- فائدة.

أيضا اجعلها إيجابية فيما يتعلق بإدارة الوقت، ساعدها في ذلك، وحاول أن تحفزها دائما بالكلمات الطيبة، ولو انضمت لأحد مراكز تحفيظ القرآن مثلا؛ هذا أيضا يساعدها، لأن التواصل الاجتماعي يكون جيدا في هذه المراكز، وأن تهيأ أيضا الظروف لأن يكون هناك مثلا لقاءات أسرية مع أرحامكم من وقت لآخر، متى ما كان ذلك ممكنا، وأن تجعل زوجتك مثلا أن تستضيف أعضاء من أسرتك، أو من أسرتها من وقت لآخر، هذا أيضا يجعلها تحس بالمسؤولية، أعطها دائما رسائل إيجابية، وأشعرها بأنك دائما تخاطبها بأسلوب الشراكة والمشاركة (نحن) وليس أسلوب (أنت) أو (أنا).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات