أشعر بتوترات نفسية، فهل هناك ما يدعو للقلق بشأن هذا الألم؟

0 52

السؤال

السلام عليكم.

فتاة سورية، عمري 25 سنة، أعيش في بلد أوروبي منذ 8 أشهر، وخطيبي موجود ببلد آخر، وأمور لقائنا معقدة جدا، وهذا يشكل لي اضطراب وقلق شديد.

بعد وصولي إلى هولندا بأشهر قليلة بدأت أشعر بآلام في مختلف أنحاء جسمي، وأشدها في البطن بشكل حزام يلتف حول خصري وبطني، وأتوهم بأنه لدي مرض خطير.

ذهبت إلى الطبيب عدة مرات، وعملت كل التحاليل اللازمة، وصورة إيكو للبطن، واطمئن الأطباء أنه لا داعي للقلق، ولكن ما زالت الآلام مستمرة، فحولني طبيبي إلى معالجة فيزيائية، ونصحني أحدهم بأن أراجع طبيب نفسي، ولكنني الآن أشعر بشد كبير في ذقني وينتقل أحيانا إلى رقبتي، وأشعر كأن رقبتي منتفخة جدا ولكن بدون تغييرات ظاهرة على الشكل، وآلام في أذني ولكنها ليست مستمرة، وأراقب غددي اللمفاوية منذ فترة وأشعر أنها تنتفخ أحيانا وتعود لطبيعتها.

أنا مترددة في الذهاب للطبيب؛ لأن الطبيب يقول أنني أبالغ بالمرض وأنه لا داعي للقلق، فأنا أريد النصيحة هل هناك ما يدعو للقلق بشأن هذا الألم؟ وهل أذهب فعلا إلى الطبيب النفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
كثيرا ما يتأثر الجسد ويستثار، وذلك نتيجة لأسباب نفسية، التوترات النفسية الداخلية وعدم الارتياح والقلق والمخاوف كلها تؤدي إلى انشدادات عضلية، وأكثر عضلات الجسد تأثرا هي عضلات الصدر والبطن وفروة الرأس، والجزء الأسفل من الظهر.

أعراضك هذه -من وجهة نظري- هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن سببها هو عدم الارتياح، وعدم القدرة على التكيف مع وضعك الحياتي الجديد، ابتعاد أو التباعد بينك وبين خطيبك؛ هذه كلها ظروف تؤدي إلى عدم التواؤم مع وضع اجتماعي جديد.

هذا ليس مرضا نفسيا حقيقيا، إنما هي ظاهرة نفسية مهمة، وتفهمك لحقيقة أن أسباب شكواك هذه هو وضعك الاجتماعي والنفسي؛ هذا في حد ذاته يجب أن يقنعك بتجاهل هذه الأعراض.

حاولي أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وذلك من خلال النوم الليلي قومي ببعض التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية، كوني إيجابية في تفكيرك، واجتهدي في أداء الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء وتلاوة القرآن والحرص على الذكر على الدوام، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأن تجدي لنفسك نوع من المتنفس الإيجابي، وذلك من خلال التأمل الإيجابي، هذا سوف يساعدك إن شاء الله تعالى كثيرا.

حاولي بقدر المستطاع أن تلتحقي بدراسة أو بعمل معقول إن كان ذلك متاحا، هذا أيضا يعطيك شيئا من صرف الانتباه عن هذه الأعراض.

وإن ذهبت إلى طبيب نفسي فهذا سيكون أمرا جيدا، حيث إنك من وجهة نظري تحتاجين أيضا لدواء بسيط مضاد لقلق المخاوف، عقار مثل (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام) لمدة ثلاثة أشهر وبجرعة صغيرة سيكون مناسبا جدا بالنسبة لك، الجرعة هي أن تكون خمسة مليجرام في الأول – أي نصف حبة – يوميا لمدة أسبوع، ثم تكون حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هو دواء ممتاز جدا لإزالة هذا النوع من الأعراض التي تشتكين منه، وإن رأى الطبيب أن يكتفي فقط بالتوجيه والإرشاد النفسي أو يكتب لك دواء آخر فهذا كله جيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات