اتفقت مع زوجي على تأخير الحمل ولكنه أخل بذلك

0 112

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر مجهودكم الرائع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا امرأة متزوجة ولدي طفل عمره سنة وثمانية أشهر، كنت قد اتفقت مع زوجي أن نؤجل موضوع الحمل بالطفل الثاني حتى يتم طفلي الأول عامين، واتفقنا على طريقة المنع الطبيعي، وبعد شهرين من اتباع الطريقة اكتشفت أنني حامل، وصارحني زوجي اليوم بأنه تعمد ذلك، لأنه يريد الطفل الثاني حاليا، وأنه هكذا أفضل لكلينا ولطفلنا.

أنا الآن في الشهر الثالث من الحمل، وقد كرهت ما سمعته من زوجي، إذ أنه أخل بالاتفاق، وكان أنانيا وفكر بما يريد هو فقط، والآن لا أكلمه ولا أريد أن تسير الأمور بشكل طبيعي بعد الآن، وفعلا أشعر بالغضب تجاهه، دلوني ماذا أفعل؟ وكيف أتجاوز المشكلة؟

أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي أن ما قدره الله سيكون، فها أنت بقيت سنة وثمانية أشهر ولم تحملي، فشاء الله أن يكون الحمل في هذه الفترة وزوجك ليس له يد في الموضوع، وإن أظهر أنه فرح ومسرور بحملك، وأنه أراد ذلك، فكل شيء سار إلى هذه الفترة بموجب اتفاقكما، ثم إن الشهرين لا تفرق، فبموجب اتفاقكما بقي شهران فقط، وهذه المدة ليست كبيرة، فلا تتيحي الفرصة للشيطان ليدخل بينكما فيفسد حياتك مع زوجك، واستعيذي بالله منه، فهو حريص على أن يفرق بينك وبين زوجك.

كل شيء في هذه الحياة يسير وفق قضاء وقدره كما قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

أمعني النظر في هذا الحديث، فقد جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن لي جارية هي خادمنا وأنا أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل، فقال: (اعزل عنها إن شئت فإنه سيأتيها ما قدر لها) وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن العزل -وهو إفراغ المني خارج الرحم- فقال: (ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة).

عليك أن ترضي بقضاء الله وقدره، فإنه من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: (فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) فاحذري أن تتسخطي، وإلا فالجزاء من جنس العمل، عسى أن يقر الله عينيك بهذا الحمل وإن كنت قد كرهت الحمل في هذا التوقيت يقول تعالى: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

اقتربي من زوجك وبكلمات ملؤها الحب والحنان، واعتذري عن غضبك وبيني له رضاك بقضاء الله وقدره، وأنه عسى أن يكون في ذلك خير لكما، وعليكما أن تتفقا في المرات القادمة على الطريقة الحسنة لتأخير الحمل، فالعبرة في الذرية ليست بالعدد ولكن بالنوعية، فاهتما بتربية أبنائكما التربية الحسنة ليكونا فاعلين ونافعين في مجتمعهم.

احذري من الغضب فهو رأس كل مشكلة، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الوصية فقال له: (لا تغضب فردد مرارا فقال لا تغضب).

غيري أجواء البيت ونظام أثاثه، وتجملي لزوجك وكوني في أبهى حلة لتكون مفاجأة له، بحيث يستقبل بطريقة لا يتوقعها.

ابتعادك عن زوجك وعن التحدث معه لن يحل المشكلة أبدا، بل ستزداد تفاقما وسيستغل الشيطان ذلك لتكبير الهوة بينكما، فاقطعي الطريق على الشيطان الرجيم، والزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يسعدك في حياتك، وأن يجعل حملك سببا لسعادتكما، وأن يبعد عنكما الشيطان الرجيم إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات