كيف يستطيع الشخص تغيير أفكاره حول نفسه ليكون إيجابيا؟

0 115

السؤال

السلام عليكم

كيف يمكن للإنسان تغيير المعتقد الداخلي عن نفسه وإصلاحه؟ ومن ثم غرس المعتقدات الإيجابية عن الذات؟ فإن صورة الإنسان عن نفسه تؤثر جدا في سلوكه، ومن قبل ذلك تؤثر في آرائه وأفكاره ومزاجه كذلك.

كان الطبيب قد كتب لي أن أستمر على سيروكسات سي أر 25 ومعه بوسبار 15 مقسم على جرعتين، ودوجماتيل مرتين في اليوم، وكتب لي أيضا أركاليون 3 فىي اليوم، بعد أن كان قد أوقفه منذ مدة، فما تعليق حضرتك؟ ففي الأشهر الماضية شعرت بتحسن متدرج، وازداد كذلك في الفترة الأخيرة بعد استبدال كويتابكس 25 ببوسبار 15 وأخبرني أن هذه الأدوية تتفاعل مع بعضها، فتحسن تأثير السيروكسات، لذا لم أزده، ومع هذا التحسن الملحوظ -الحمد لله- فإنني عندما أواجه مشكلة أصاب بعدها بالإحباط والتبلد والمزاج السيء، لدرجة أنني خفت على نفسي الفصام البسيط ولكن -لله الحمد- فإن هذا الأمر لا يستمر إلا ساعات قليلة من اليوم بعد هذه المؤثرات أو الأزمات الصغيرة المؤقتة، وأخرج من هذا البؤس لأستعيد حياتي وفاعليتي مجددا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موضوع التغيير الإيجابي سهل من الناحية النظرية وإلى درجة كبيرة جدا، حتى من الناحية العملية، فالعقل الإدراكي للإنسان يستطيع أن يميز، هذه حقيقة يجب أن نؤمن بها جميعا.

الأمر الثاني هو: أن الله تعالى قد حبانا بمهارات ومقدرات وطاقات وتجارب وخبرات، نستفيد منها من أجل التغيير، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وقال: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، وقال: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}.

ثالثا: في حالات الضنك والفكر السلبي الشديد الإنسان يتذكر أن هذا الأمر يمكن أن يتغير، وأن الحياة فيها معادلات، وكل شيء يقابله مضاده، فالشر يقابله الخير، والحزن يقابله السعادة والفرح، وهكذا – أخي الكريم – وعلى الإنسان أن يتخير، على الإنسان أن يصر إصرارا داخليا، وأن يتبع فكره وشعوره بأفعال إيجابية، بمعنى أن الأفعال الإيجابية تساهم في غرس المعتقدات والأفكار الإيجابية. هذا أمر لا شك فيه.

أخي الكريم: الإنسان إذا سعى أن يكون نافعا لنفسه ولغيره، هذا أيضا يؤدي لما نسميه بالمردود الإيجابي الداخلي، وهذا يعود على الإنسان بتغير كبير في حياته ومسلكه ومشاعره وأفكاره.

من حيث العلاج الدوائي: ما تتناوله الآن أراه جيدا، ومفيدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأرجو أن تستمر على الدواء حسب ما نصحك الأخ الطبيب.

حين تأتيك لحظات الإحباط هذه حاول أن تتذكر شيئا إيجابيا، وحاول أن تركز على شيء خارج نطاق السلبية، وفي ذات الوقت تذكر أن الإنسان لابد أن يتحمل شيئا من الألم في حياته، لأن الإنسان أصلا خلق في كبد، بهذه الكيفية إن شاء الله تعالى تتبدل أفكارك ومشاعرك، وتكون أكثر إيجابية حتى في أفعالك. إن شاء الله أنت لست في بؤس، هذه المفاهيم يجب ألا تجعلها في حيز فكرك أبدا، اقتلعها واستبدلها بما هو أفضل، وتأمل في ذاتك سوف تجد أن حياتك فيها أشياء جميلة وبديعة، وحتى إن عطلك الفكر السلبي والمشاعر غير المريحة، فأرجو عن طريق التأمل والاستبصار والتدبر أن تغير كل ما هو سلبي وتجعله إيجابيا في حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات