أعاني من اكتئاب شديد عطل حياتي العملية، كيف السبيل للتخلص منه؟

0 180

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
في البداية أشكر العاملين في هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا.

أنا شاب، أعاني من اكتئاب شديد دمرني وعطل حياتي، أشعر بالضيق الشديد والانطواء، وعدم الرغبة في الحياة والعزلة، وفقدان الطاقة لأبسط مجهود، وعدم القدرة على العمل، أعاني من خمول شديد وكسل مهما استخدمت من منبهات، وأعاني من اضطرابات في النوم، فترة يكون نومي كثيرا، وفترة أخرى يكون قليلا.

أنا مهندس وخياط، وليس لدي القدرة على التركيز لأبسط الأعمال، ولا أستطيع الفهم إذا قرأت، وعندي نسيان شديد وتشتت ذهني، ولا يوجد عندي أي رغبة للعلم، بعكس ما كنت سابقا، فكل صفات الاكتئاب موجودة عندي.

أحيانا أتمنى أن أموت، فصرت أعيش بلا هدف، لا أحد يشعر بحالتي، ولا أوجاعي التي أعانيها، فالجميع يراني بخير، وأنا في قمة اكتئابي، أرى الناس بخير، يشتغلون ويضحكون، وأنا لا أستطيع الضحك، كنت أمتلك لغة جسد ومهارات عديدة، لكنها اختفت كلها.

سبق حالة الاكتئاب هذه نوبة هوس واحدة قبل سنة ونصف تقريبا، استمريت في الهذيان وسماع أصوات، وأنني سأصبح شخصا عظيما، كبيرا، مسؤولا، مع فرط النشاط الذهني، وكنت أشعر بالأشياء قبل حدوثها، وكنت عصبيا لكل من يعارضني، ثم تناقص هذا الهذيان تدريجيا، واستمر تقريبا أربعة أشهر، ومنذ ذلك الوقت صحوت من هذا الهوس وتحول إلى اكتئاب -كما شرحته لك سابقا-، وكنت أتمنى أن يستمر الهوس، لأنني كنت أستطيع التعايش معه، وكنت أشتغل، وأشارك المجتمع بكل نشاط وحيوية.

ذهبت عند الدكتور بعد انتهاء مرحلة الهوس، فصرف لي في البداية مثبتات المزاج مثل: صوديوم فالوبرات واللامتروجين، وكذلك دواء اريببرازول، لم تغير هذه الأدوية شيئا، بعد ذلك صرف لي السبرالكس، وبعدها صرف لي اللوزيرام، لم أتحسن، وبعد ذلك رحت عند دكتور آخر صرف لي إبر فلونكسول، عملت ثلاث إبر خلال شهرين ولم يتغير شيء.

فقدت الثقة بالأطباء، وذهبت عند دكتور يقال أنه ممتاز، وصرف لي دوء اللامتروجين 200، والليثيوم 100، ولي أسبوعان لم أحس بتحسن، فما تشخيصكم لحالتي، وما العلاج؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: وصفك واضح، بالفعل النوبة الاكتئابية، أو ما تعاني منه من اكتئاب واضح المعالم، وأسأل الله تعالى أن يرفعه عنك، لديك تاريخ لنوبات هوس فيما مضى، وعليه يعتبر تشخيصك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والذي يظهر لي أن القطب الاكتئابي هو المهيمن، وقطعا في مثل هذه الحالات نعتبر العلاج الدوائي يرتكز على مثبتات المزاج، ولا مانع من استعمال مضادات الاكتئاب، لكن تكون مضادات معينة، وبشروط معينة وبكميات معينة.

ويفضل -أخي الكريم- أن تكون تحت الإشراف الطبي، أنت الآن تتناول (لامتروجين)، (ليثيوم)، وكلاهما جيد وممتاز، وإن كانت هي أدوية بطيئة من حيث البناء الكيميائي، لكن في نهاية الأمر سوف تفيدك كثيرا.

أنت ذكرت أنك تتناول اللامتروجين مائتي مليجرام، هذه جرعة محترمة، لكن ذكرت أن الليثيوم مائة، أعتقد أن هناك خطأ؛ لأن جرعة الليثيوم تبدأ بأربعمائة، وتنتهي بألف ومائتي مليجرام في اليوم حسب مستوى فحص الليثيوم في الدم، ومعظم الناس يحتاجون إلى ثمانمائة مليجرام في اليوم، عموما هذه أمور فنية أتركها لك ولطبيبك.

أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تضيف أحد مضادات الاكتئاب، وعقار (ويلبيوترين)، والذي يسمى علميا (ببربيون) هو الأمثل، لأنه حقيقة لا يدفع نحو القطب الهوسي أبدا، يحسن المزاج، ويزيد من الطاقات النفسية والطاقات الجسدية، شاور طبيبك فيه، والجرعة هي مائة وخمسون مليجراما يوميا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك الجرعة تكون ثلاثمائة مليجرام يوميا.

أحد مميزات الويلبيوترين أنه لا يؤدي إلى أي تأثيرات جنسية سلبية، وفي ذات الوقت يزيد من الطاقات النفسية والجسدية -كما ذكرت- وله أيضا خاصية أخرى، وهو: أنه لا يزيد الوزن.

أحد عيوبه البسيطة هو أنه قد يؤدي إلى تنشيط في بؤر صرعية كامنة عند بعض الناس، لكن هذا غالبا يكون بعد جرعة الأربعمائة وخمسين، أو ستمائة مليجرام، وعموما هذا لن يحدث لك؛ لأنك تتناول اللامتروجين، واللامتروجين أصلا هو مضاد للاضطرابات التي تحدث في كهرباء الدماغ، فأرجو أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم-.

هنالك أيضا مضاد للاكتئاب بديل، وهو (زيروكسات)، هذا أيضا دواء ممتاز، ولا يؤدي غالبا إلى الدفع نحو القطب الهوسي إذا تناوله الإنسان بجرعة لا تزيد عن عشرين مليجراما، فإذا أمامك خياران لمضادات الاكتئاب، وهي مفيدة جدا، بعض الناس أيضا يستفيدون كثيرا من العقار الذي يعرف علميا باسم (إيمسلبرايد)، أو يعرف تجاريا باسم (سوليان)، فإذا -الحمد لله تعالى- الأمر فيه سعة، والخيارات الدوائية كثيرة جدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أخي الكريم: يجب أن يكون عندك الإصرار والإرادة للتغير الإيجابي، وأنصحك بتكثيف الأنشطة الاجتماعية، وأن تكون شخصا فعالا مهما كانت مشاعرك، وأن تحرص على أمور دينك، وأن تكون مفيدا لنفسك ولغيرك، هذا -أخي الكريم- يخرجك تماما مما أنت فيه من كدر وشعور بالكرب -بإذن الله تعالى-، والرياضة أيضا يجب أن تكون جزءا في حياتك؛ لأن الرياضة تحسن النفوس، بل تقويها كما تقوي الأجسام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات