أشعر بضيق وانقباض في داخلي كأن الله غير راض عني، فما توجيهكم؟

0 124

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانا أشعر بانقباض وضيق في داخلي كأن الله ليس راضيا عني، أراجع أعمالي السابقة، وأحيانا أجد ذنبا غفلت عنه وأتوب، المشكلة أني أحيانا أشعر بالانقباض والضيق وأراجع أعمالي ولا أجد خطأ، أشعر أن كل شيء أصبح بلا طعم وأصاب بالإحباط وفقدان الثقة والحزن، المهم أني اليوم صرت أرغب أن لا أعود للتقرب إلى الله، حتى أني صرت أفكر: لا أريد دعوة الآخرين ومساعدتهم في التعرف إلى الله حتى لا يصابوا مثلي، بل أدعهم في غفلتهم لا يهمهم هذا الأمر! أفكر أحيانا هل انا وحدي أشعر بهذا؟ لأني لا ألاحظ على أحد ذلك، بينما تأتي أختي تقول لي مابك، هل لك موعد يومي أو أسبوعي مع الحزن؟

قرأت في أحد الكتب أن هذا قد يكون ابتلاء أو تربية من الله، فهل هذا صحيح؟ وأن كان فكيف أتعامل مع هذا الشعور؟

أرجو أن تساعدوني وترشدوني لما أجهله، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت، ينبغي أن تعلمي أن الشعور بالضيق والإحباط، والحزن وفقدان الثقة، لاشك إنها ابتلاءات من الله، قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ۗ وبشر الصابرين" [سورة البقرة آية 155]، وإذا عرفت السبب من هذا الأبتلاءات يمكن السعي للخلاص منها، ولا تخلو هذه الأمور -من وجهة نظري- من ثلاث صور:

الأولى: قد يكون لديك مرض عضوي بما يسمى مرض الاكتئاب، فقد يكون حصل لك صدمة نفسية جعلتك تشعرين بهذا الشعور، أو يكون لديك نقصا في بعض الفتيامينات، فيقال أنها النقص في بعضها تظهر أعراض مثل هذه على الإنسان، ولذلك يمكن أن تذهبي إلى طبيب للنظر في الأمر.

الثانية: لعلك تعانين من عين أو حسد أو مس شيطاني يجعلك تشعرين بالضيق، والحزن ونحوه،
فهذه الأمراض بعض العلامات التي ذكرتها تكون بسببها، وللخلاص من ذلك عليك بكثرة الذكر وقراءة القرآن، وقراءة الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات.

الثالثة: الذنوب فهي بلاشك لها تأثير على نفسية الذنوب، قال تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ" [سورة طه اية 124].

وقال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" [ سورة الشورى اية 30]، ولذلك عليك بالتوبة وكثرة الاستغفار، وبإذن الله تعالى تعود حياتك حياة طبيعية ملئية بتقوى الله والعمل الصالح.

وأنت ذكرت بأنك تتوبين ومع هذا ما زلت تشعرين بالضيق والحزن، فأقول لعل هناك ذنبا وقعت فيه ولم تتوبي منه، ولهذا عليك بالتوبة العامة من كل الذنوب، ولا تقصري في دعوة الآخرين مطلقا، فإنك إذا دعوت أحدا وهداه الله على يديك كان لك مثل أجره عند الله تعالى، ولا ينبغي التفريط في هذا الخير.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات