أعاني من نوبات الهلع والأرق والاكتئاب وأمراض أخرى، فما العلاج؟

0 44

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ ثلاث سنوات وأنا أعاني من نوبات الهلع والأرق والاكتئاب ولم أتناول أية أدوية نفسية، قمت بعمل جميع الفحوصات اللازمة قبل سنتين(قلب، ودم، وغدة، وصورة للبطن والظهر، وتنظير معدة "وجود التهاب بسيط بالمعدة")، وجميع الفحوصات سليمة والحمد لله.

منذ خمسة أشهر أصبحت أعاني من انسداد بالأنف، وتحسس بالصدر، ولم أتناول أدوية حيث تزيد بالشتاء، ونخف بالصيف، أعاني من رجفان ونبض بالبطن، مع إمساك ورجفة بالمعدة، وتعب وإرهاق شديدين عند بذل أية جهد.

قمت بفحص قوة الدم منذ شهر وكانت 11.5، أعاني من خوف عند النوم، وبرودة شديدة ورجفة، وعدم توازن، وألم بالصدر، وحموضة بالمعدة، بالإضافة لتوتر شديد.

أشعر بألم بالجهة اليسرى من جسدي، وألم بالرقبة، وانسداد بالأنف وألم بالحلق، أخاف أن أكون مصابة بالسرطان، وآخر فحوصات شاملة كانت سنة 2016، تعبت من كثر الفحوصات التي أجريتها لمدة سنتين وجميعها تكون سليمة حيث تجاوزت عدد الفحوصات والصور السينية والطبقية أكثر من 500 فحص على مدار سنتين.

أعاني من خفقان شديد وألم برأس المعدة، وتنميل باليد والقدم اليسرى، وثقل بالرأس، وألم بوسط الصدر والظهر، ماذا أفعل؟ أنا غير متزوجة وأعاني من ضغط نفسي، وعاطلة عن العمل منذ سنتين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أنه لديك شيء من القلق والمخاوف المرضية البسيطة، هذه أدت إلى ظهور أعراض جسدية كثيرة، خاصة أعراض الجهاز الهضمي، وحتى الشعور بانسداد الأنف والتحسس في الصدر بالرغم أنه علة عضوية، لكن كثيرا ما يساعد القلق في ظهورها بصورة شديدة، وقطعا معاناتك من الرجفان ونبض البطن: هذه أعراض نفسية، لأنك قلقة وشديدة الملاحظة لوظائفك الجسدية، هذا يجعلك تتحسسين حتى نبض الشرايين التي هي مصدر الحياة، وهذا أمر طبيعي جدا.

أنا أرى أن تطمئني، فأنت إن شاء الله بخير، وكل المطلوب منك هو أن تمارسي تمارين رياضة يومية لمدة ستة أشهر على الأقل، رياضة المشي، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تساعدك.

وأنصحك أيضا بالنوم الليلي المبكر، هذا يساعدك كثيرا، لأن الصباح هو أفضل وقت في اليوم من حيث تحسين الدافعية عند الإنسان، وقد اتضح الآن أن كل المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، حتى الهرمون الذي يسمى (هرمون السعادة) يفرز أكثر في فترة الصباح.

فحوصاتك الحمد لله جيدة جدا، وحتى مستوى الدم – وهو 11.5 – هذا ليس سيئا، فقط احرصي على التوازن الغذائي، وهذا سوف يساعدك كثيرا جدا.

أرجو ألا تترددي بين الأطباء، نظمي وقتك، كوني إيجابية، مارسي الرياضة – كما ذكرت لك – اجعلي في نفسك يقينا مطلقا بأن كل شيء بيد الله، وأن الله خير حافظ، وعيشي حياة صحية، وأديري وقتك بصورة جيدة، ولا تتركي أي مجال للفراغ.

أيتها الفاضلة الكريمة: بالنسبة لموضوع الضغط النفسي وأنك لا تعملين، نسأل الله تعالى أن ييسر لك كل شيء، لكن الإنسان يمكن أن يستفيد من وقته حتى وإن كان عاطلا عن العمل. حسن إدارة الوقت والاستفادة منه من أهم الأشياء، يمكن أن تدخلي في مشروع لحفظ القرآن مثلا، هذا أمر جيد، أن تنضمي لعمل اجتماعي، أن تفكري في دراسات عليا، أن تكوني أكثر قربا من أسرتك، وأن تقدمي لأسرتك كل ما هو خير، وأن تكون لك مشاركات إيجابية، وألا تكوني شخصا هامشيا، والضغط النفسي: عبري عن ذاتك ولا تكتمي، لأن الكتمان يؤدي إلى الاحتقان، وحسن التواصل الاجتماعي دائما فيه خير كثير للإنسان. الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، تلاوة القرآن... هذه كلها متنفسات عظيمة.

فأرجو أن تأخذي بما ذكرته لك، وأنا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي بسيط جدا، يحسن المزاج، ويزيل المخاوف المرضية، وبما أنك في عمر الواحد والأربعين؛ هذا عمر يكثر فيه الاكتئاب عند النساء، أرى أن عقار مثل الـ (زولفت) سوف يساعدك كثيرا على أن تكوني إيجابية من الناحية المزاجية وكذلك الصحية الجسدية، وأن تقللي التردد على الأطباء. الرياضة مهمة جدا كما ذكرت لك، فهي تزيل هشاشة النفوس، وفي مثل عمرك أيضا المرأة قابلة لهشاشة العظام، والرياضة تفيد في هذا السياق.

عقار الزولفت والذي يسمى علميا (سيرترالين) تبدئي بنصف حبة ليلا، أي خمسة وعشرين مليجراما لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء يتميز بسلامته، وأنه لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فقط أحد آثاره الجانبية أنه ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات