كنت اجتماعيا كثيرا فتغيرت أحوالي وأصبت بالقلق والاكتئاب!

0 84

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 33 سنة، وكانت حياتي سعيدة، -والحمد لله رب العالمين- فجأة قبل شهر ونصف اختلفت حياتي، أصابتني نوبة هلع، واكتشفت إنها نوبة هلع من قرأتي في النت -والحمد لله- تغلبت عليها.

ولكن ماذا صاحبني بعد النوبة لا أعلم، لقد صرت كثير الوسوسة والخوف من الأمراض والقلق الدائم، ألم في المعدة، وشخص لي الدكتور أن ألم المعدة هو ارتداد مريئي، وأخذت العلاج، وتحسنت عليه وما زلت مستمرا عليه، والآن عندي نبض في رقبتي، ويشد على رأسي من الخلف، وعندي مرارة في الفم، وجفاف في فمي، وأقلق عند الخروج من البيت، ذهبت إلى طبيب نفسي، وقال لي يجب ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء.

سؤالي لكم: أنا جدا أخاف من الأمراض، ومن قبل كنت أخاف، ولكن ليس لهذه الدرجة التي أمر بها! فما الذي حصل لي وكيف أعود كما كنت أمارس حياتي طبيعيا ولا أقلق من شيء؟ هذا كل ما أريده، وأنا متزوج ولدي طفل، لا أريد شيئا يؤثر على حياتي الزوجية أو الاجتماعية.

لقد كنت اجتماعيا كثيرا، والآن اختلفت الأمور لدي، كنت سعيدا كثيرا، والآن أضحك ولكن ليس من قلبي، نزل وزني في شهرين 7 كيلو، وأصابني انسداد شهية، فقط أتمنى العودة كما كنت لا أكثر.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعاني منه هي أعراض قلق وتوتر، ونوبات الهلع من أعراض القلق أيضا، والآن النبض الذي يحصل في الرقبة هو من الأعراض البدنية للقلق والتوتر، وعندك قلق من الخروج، أي لا تحب أن تحدث لك هذه الأعراض خارج المنزل وتخاف إن حدثت ألا تجد من يساعدك، أو تشعر بحرج إذا لاحظها الناس، هذه كلها أعراض قلق وتوتر - أخي الكريم - وطبعا هذه الأشياء قد تحدث للشخص دون سبب محدد، وتتغير حياته، ويختلف عما كان عليه في السابق.

أيضا يصاحب أعراض القلق والتوتر التي ذكرتها أعراض اكتئاب، متمثلة في الشعور بالاكتئاب وفقدان الوزن، وذكرت أنك لا تستطيع أن تضحك من قلبك، وهذه من أعراض الاكتئاب - أخي الكريم - وأيضا فقدان الشهية.

ودائما القلق والتوتر تصاحبه أعراض اكتئاب بدرجة كبيرة، والعكس هو الصحيح، الاكتئاب أيضا تصاحبه أعراض قلق وتوتر، ولحسن الحظ العلاج واحد، فأدوية الـ (SSRIS) تساعد في علاج القلق والاكتئاب، وأرشح لك دواء يسمى تجاريا (سبرالكس)، ويسمى علميا (استالوبرام)، وجرعته عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واصبر عليها لعدة أسابيع حتى تحدث مفعولا ظاهرا، وتذهب معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وتحتاج لعدة أشهر - ستة أشهر تقريبا - حتى تزول معظم هذه الأعراض.

وأنا أؤيد بشدة ما ذكره الطبيب من أنك تحتاج لتمارين للاسترخاء؛ لأن معظم ما تعاني منه قلق نفسي، والعلاج الدوائي والعلاج النفسي إذا اجتمعا معا تكون الفائدة أعم وأفضل وأجود، وعندما يتم التوقف عن الدواء لا تعود الأعراض مرة أخرى.

فإذا عليك الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي عن طريق الاسترخاء، وبإذن الله تعالى تزول كل هذه الأعراض وتعود شخصا طبيعيا لأسرتك ولطفلك، وتعيش حياة طيبة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات