كيف أتخلص من أثر الأدوية النفسية على جسدي؟

0 140

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة أبلغ من العمر 32 عاما، أعاني من ثنائي القطبية لكنه بسيط جدا، أتناول الأولانزابين بنسبة 5مل، ولكنه سبب لي أعراضا غريبة مثل: بطأ الحركة، بمعنى مثلا: إن سقط مني شيء على الأرض أجد صعوبة في أن أنزل وألتقطه، وكل شيء يحتاج حركة أجد بطئا شديدا وعدم سرعة في أدائه، وبطأ البديهة في التفكير، بمعنى أن الأفكار البديهية تستغرق وقتا طويلا حتى أدركها، هل هذا مرض باركنسون، وهل عندما أوقف العلاج سأعود لطبيعتي؟

للأسف جربت قبل ذلك الأريببرازول، وسبب لي قلقا وارتباكا، وسرعة في ضربات القلب، وحالات تشبه الهلع، وعدم الشعور بالراحة، مع العلم أنني كنت أعاني من أفكار اضطهاد أيضا، زالت مع الأولانزابين، كما أن عدد ساعات نومي كثيرة جدا حتى قبل الدواء، هل من حل للأعراض الجانبية التي أعانيها مع الأريببرازول، أم أنه لا يصلح لي؟ وهل ليس من صالحي الإنجاب؟ وهل الأفكار الذهانية ستشدد بعد الولادة؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: من الضروري جدا أن تجعلي نمط حياتك نمطا مرتبا ونشطا، لا بد أن تمارسي شيئا من الرياضة، ولا بد أن تكثري من القراءة والاطلاع، خاصة قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن، هذا قطعا يعتبر محفزا أساسيا لتنشيط البديهة والذاكرة عند الإنسان، كما أن النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، والاستفادة من فترة الصباح والبكور، بمعنى أن ينخرط الإنسان في أنشطة بعد صلاة الفجر، لأن البكور فيه خير كثير، وكل المواد الإيجابية الدماغية تفرز في فترة الصباح.

هذه -يا أختي الكريمة- علاجات مهمة جدا في مثل حالتك، فأرجو أن تلتزمي بها.

أما بالنسبة للأولانزبين فهو دواء رائع، ودواء ممتاز جدا، لكن -كما تفضلت وذكرت- في بعض الأحيان قد يشعر الإنسان بشيء من الإجهاد الفكري وكذلك الجسدي. الجرعة التي تتناولينها هي جرعة صغيرة، وليس من المفترض أن يحدث لك بطؤ في الحركة مع هذه الجرعة، أو إذا حدث فيحدث في الأيام الأولى، ثم بعد ذلك يختفي.

أنا أعتقد أنه سيكون من الأفضل مقابلة الطبيب ليقوم بفحصك إكلينيكيا، وليس من الضروري أبدا أن يكون لديك مرض الباركنسون، ونادرا ما يكون الأولانزبين سببا في نوع من التخشب الحركي البسيط، إذا كان عندك شيء من هذا فقد يكون سببا في بطء الحركة لديك، وفي هذه الحالة يمكن أن يقوم الطبيب بإعطائك دواء بسيط مثل (آرتين) أو (بروسيكلدين) كلها أدوية بسيطة وتعالج هذه الحالة.

بالنسبة للجرعة الوقائية: أعتقد أن الاستمرار فيها ضرورة -أيتها الفاضلة الكريمة- ولا تستعجلي التوقف من الدواء، والدواء لا ينقص الإنسان، لكن المرض ينقص الإنسان، وهذا لا شك فيه.

كنت أن أقول لك أن الإرببرازول سوف يكون هو الدواء البديل الممتاز، هذا حين قرأت رسالتك في بدايتها، لكن بعد ذلك حين ذكرت أنه لديك تجربة مع الإرببرازول وأنه قد سبب لك القلق، فوجدته غير مناسب، لكنه دواء رائع جدا، والقلق الذي سببه لك الإرببرازول نسميه بالتململ الحركي، لأن الإرببرازول في حاولي أربعين بالمائة من الناس -خاصة إذا كانت الجرعة 15 مليجراما أو أكثر- قد يسبب هذه الحالة، مع شيء من تسارع في ضربات القلب.

وإذا وددت الرجوع إلى الإرببرازول يجب أن تتناولي معه جرعة جيدة من عقار (إندرال)، والذي يسمى علميا (بروبرالانول)، هو الدواء الممتاز الذي يجهض تماما حالة التململ الحركي التي قد تكون مرتبطة بعلاج الإرببرازول.

فإذا أمامك الخيارات كثيرة جدا، أن يفحصك الطبيب، وإذا رأى إضافة الآرتين مثلا للأولانزبين؛ هذا سيكون حلا، إذا أردت الرجوع إلى الإرببرازول تتناولي معه الإندرال؛ أيضا هذا سيكون حلا، ولا أعرف تجربتك مع (كواتبين/سيروكويل) بجرعة ليلية، خاصة السيروكويل بطيء الإفراز لا يؤدي أبدا إلى زيادة في النوم كثيرة، عقار (رزبريادون) أيضا يفيد كثيرا، فالخيارات أمامك كثيرة وكثيرة جدا، وهذا من فضل الله تعالى.

أهم شيء هو أن تعيشي حياة طبيعية، وأن تكوني إنسانا فاعلا، خاصة فيما يتعلق بنشاطك اليومي، وحسن إدارة الوقت، وأن تكون صلاتك في وقتها، والتواصل الاجتماعي، وأن تقومي بدورك الأسري من حيث الحياة الزوجية، والأمومة وخلافه، هذا مهم جدا.

بالنسبة لموضوع الإنجاب: لا بأس في ذلك، لكن لا بد أن يكون الحمل متباعدا عن الآخر، وعقار أولانزبين يعتبر جيدا في أثناء الحمل، لأنه سليم، وبعد الولادة يجب أن ترفع الجرعات، هذا كل المطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات