أعيش في الأوهام وأنني مصاب بمرض خطير

0 73

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل القائمين على هذا البرنامج لخدمتنا، وممتنين لكم جميعا دون استثناء على الردود المصداقية والهادفة.

أنا أعاني ما بين وهم " الموت ولأمراض " إذا اشتد علي الأول تمنيت الثاني، وإذا اشتد الآخر أقول ما أجمل الأول.

قبل شهر بدأت أشعر بحرارة في جسمي بالرغم أن حرارتي طبيعية جدا، ولكن داخلي يقول غير ذلك، عملت تحليل حمى ملطية، وفيتامين (ب 12)، وبكتيريا المعدة، وتحليل دم، وتبين لي أن لدي بكتيريا في المعدة، ولكن لا زلت مقتنعا قناعة تامة أن ما لدي سرطان في الدم؛ بسبب أني اطلعت على أعراضه، ومن ضمنها آلام المفاصل، وعدم الشهية للأكل، وأنا أعاني من آلالام من مفاصلي، أيضا شهيتي للأكل ضعيفة وهذا الكلام.

وكان دكتوري يقول: ما تعاني منه هو قلق نفسي، وقال سوف أعمل لك تحليلا لترسب الدم، وأيضا صورة للدم، وتحليلا للنقرس، فترسب الدم كان جدا ممتازا، وأيضا كريات الدم البيضاء والحمراء جدا ممتازة، ولكن النقرس كان قليلا على الحافة، ولكن لا زلت مقتنعا أنني أعاني من سرطان الدم.

أسئلتك -يا دكتور- بكل أمانة هل هذه التحاليل الذي عملتها تبين إذا كان فيه سرطان دم أم لا أو هناك تحليل أخرى؟ على الرغم أن الدكتور أقسم لي بالله أنه لا يوجد سرطان في الدم، ولكن الوهم والفكرة ملحة توهمني أنني مصاب بهذا المرض!

أريد الاطمئنان يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: الطبيب بذل كل جهده ليقنعك بأنك غير مصاب بسرطان الدم، ولا أعتقد أن الطبيب في حاجة لأن يقسم بالله ليقنعك، فالقناعة يجب أن تأتي منك أنت؛ لأن الطبيب لا مصلحة له أبدا في أن يخفي عليك إذا كنت مصابا بالمرض هذا أم غير مصاب، بل الأمانة تقتضي حقيقة أن يخطر المريض بعلته، خاصة أن كثيرا من الأمراض في بداياتها ربما تعالج بطريقة أفضل، وكشف سرطان الدم - أخي الكريم - ليس أمرا صعبا أبدا، هنالك فحوصات معينة يجريها الأطباء حسب الحاجة، وتحليل الدم وصورة الدم يعتبر مؤشرا رئيسيا وأساسيا.

من يأتيه التوهم بسرطان الدم -أخي الكريم- غالبا لا يكون مصابا بها، وهذه الأمراض - أخي الكريم - تغدر بأصحابها، والذين يتوهمون حولها غالبا لا يصابون بها أبدا.

ابن قناعاتك - أخي الكريم - من خلال التوكل على الله، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، واحرص على أذكار الصباح والمساء، فهي حافظة إن شاء الله تعالى، وسل الله العافية، وتعوذ بالله من الأمراض، وتذكر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- : (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون وسيئ الأسقام)، وغير ذلك من الأدعية، وعش الحياة بقوة وأمل ورجاء، واعرف أنه يوجد ما هو أفضل للإنسان أن يشغل نفسه به، ويخرج نفسه من هذه التوهمات.

عش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة، والتنظيم الغذائي، وحسن إدارة الوقت، والالتزام بالعبادات خاصة الصلاة في وقتها، والنوم الليلي المبكر، والاستيقاظ المبكر، والاستفادة من البكور، وأن يكون لك آمال وطموحات وتطلعات مستقبلية، وبرامج آنية ووقتية ومستقبلية، بر الوالدين مطلوب للارتقاء بالصحة النفسية، وعليك أيضا - أخي الكريم - بالتطور وزيادة المهارات المهنية وحسن التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية، يعطي الإنسان شعورا كبيرا جدا بالرضا.

وأنصحك - أيها الفاضل الكريم - ألا تتردد بين الأطباء، هذا يؤدي إلى الكثير من التوهمات المرضية.

ثق في طبيبك - طبيب الباطنية أو طبيب الأسرة - والذي يمكنك أن تعاوده مرة واحدة كل ستة أشهر مثلا لإجراء الفحوصات الطبية العامة، وقطعا تناولك لمضادات المخاوف المرضية سيكون مفيدا جدا لك، فراجع طبيبك النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات