بعد زوال الوساوس أصبحت لا أشعر برغبة في الدراسة.. أرشدوني

0 78

السؤال

قبل حوالي 3 سنوات عانيت من وسواس قهري حاد, حيث إنه كان يتعلق بالنظافة, بدأ الأمر بسيطا ولكنه اشتد مع الوقت وأصبحت أقضي يومي كله في التنظيف وتكرار الأعمال التي كنت أقوم بها, مع أنني كنت في فترة امتحانات الثانوية العامة وقتها وكان مفروضا أن أنشغل في الدراسة، وأهملت دراستي بسبب الوسواس, بعدما يقارب الـ7 شهور من الوسواس.

بدأت حالتي تتحسن شيئا فشيئا, ولكن هنا كانت الصدمة, بعد أن تحسنت حالتي بدأت تظهر لدي أعراض غريبة واستمرت حوالي أسبوعين، وربما أكثر لا أذكر تماما, بدأت أفقد رغبتي في النوم, حيث إنني كنت أنام مسبقا 8 ساعات وأكثر، وفي هذه الفترة أصبحت غير قادر على النوم, كنت أنام على الأكثر ساعتين أو ثلاثا في الليل، وخلال هذا الوقت كنت أستيقظ عشرات المرات من النوم, لم أعد أرغب بتناول الطعام وكنت أتناوله غصبا, لم أعد أرغب في عمل أي شيء آخر، ووجدت كل شيء عديم الفائدة, أصبح لدي وقت فراغ كبير بسبب شفائي من الوسواس، ولكنني لم أعرف كيف أستغل هذا الوقت, لا أدري كم بالضبط استمريت على هذه الحالة ربما أسبوعين أو أكثر.

بعدها بدأت أموري تتحسن شيئا فشيئا, ربما تتساءلون عن سبب استشارتي ما دمت شفيت من هذه الحالة, حسنا الجواب هو أنني دخلت الجامعة بعد 6 شهور من شفائي, في البداية كان وضعي جيدا, ولكن الآن أشعر بأنني أقوم بالأمور من غير رغبة, أشعر بأني دخلت الجامعة فقط لملء الفراغ لكي لا أعاني من الوسواس القهري مرة أخرى, أقوم بكثير من الأعمال التطوعية والاجتماعية ولكنني لا أشعر بشيء...

لدي قدرات كبيرة ولكن لم أقم باستغلالها في دراستي الجامعية!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zeina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يوفقك في الدراسة الجامعية.

بالفعل كانت لديك وساوس قهرية، ثم بعد ذلك حصل ما نسميه بالشفاء التلقائي، وبعد ذلك حدث لك اضطراب المزاج وشيء من الاكتئاب، وتحسنت الأمور شيئا فشيئا، وها أنت الآن تواجهين أيضا شيئا من عسر المزاج أفقدك الرغبة في حسن الأداء.

أيتها الفاضلة الكريمة: من الواضح جدا أن لديك هذه الدرجة مما نسميه باضطراب القلق الوسواسي المتقطع والمرتبط بعسر المزاج، وهذه الحالات نشاهدها، وإن شاء الله تعالى هي ليست حالة مرضية، هي ظاهرة بسيطة جدا، ومن الواضح جدا أن لديك اندفاعات نفسية إيجابية.

الوسواس يتم التخلص منه من خلال تحقيره، والتغافل عنه، وعدم الاستمرار والاسترسال فيه، وتحقيره تماما، وأن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، كما أن النوم الليلي المبكر وممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سيساعدك كثيرا في أن ترتقي بصحتك النفسية، ويزول القلق والتوتر ويتحسن المزاج.

التواصل الاجتماعي الإيجابي مطلوب، الصلاة في وقتها، بر الوالدين... هذه كلها إضافات عظيمة للإنسان لتثبته وتجعله إيجابيا، خاصة من الناحية المزاجية.

أنا سعيد أنك تقومين ببعض الأعمال التطوعية والاجتماعية؛ لأن هذا حقيقة يوصلك -إن شاء الله تعالى- إلى تحليل نفسي ممتاز جدا.

حتى تطمئني ونطمئن بصورة أفضل أرى أنه من الجيد أن تتناولي جرعة دواء لفترة بسيطة وبجرعة صغيرة، وذلك لتتخلصي تماما من هذه الوسوسة والاكتئاب البسيط.

عقار (فلوكستين) والذي يسمى تجاريا (بروزاك)، وربما تجدينه في فلسطين المحتلة تحت مسميات تجارية أخرى، سيكون هو الأفضل لك، وأنت تحتاجين له بجرعة بسيطة، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، بعدها تجعلي الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك بأنه سليم، وأنه غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية أو الدورة الشهرية، ولا يزيد الوزن، وهو دواء رائع جدا حقيقة، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم، علما بأن الجرعة الكاملة لبعض الناس قد تصل لأربع كبسولات في اليوم.

قدراتك واضحة ومهاراتك -إن شاء الله- موجودة وسوف تتطور، وخير وسيلة للتحصيل الأكاديمي السليم هي في تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت يتطلب النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ المبكر؛ لأن فترة البكور فيها بركة وخير كثير، واتضح الآن علميا أن المواد الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح الباكر، لذا هذه تعتبر مرحلة إنتاجية كبيرة جدا، فحاولي أن تدرسي في الصباح الباكر، وهذا قطعا سوف يعزز من مقدراتك ومهاراتك وتحصيلك الأكاديمي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات