بعد تلك الشخصية الاجتماعية أصبحت منغلقا أبتعد عن الناس، فماذا أصابني؟

0 132

السؤال

السلام عليكم.

قبل ٣ سنوات بدأت رحلة التحول الأسوأ في حياتي، فأنا أعاني في حياتي الاجتماعية، قبل ٣ سنوات كنت أخالط العالم، وأروح من استراحة لاستراحة، ولا زلت كذلك، ولكن الرغبة قلت بشكل كبير، وحتى أكون دقيقا فهناك أناس لا أرغب بزيارتهم، على الرغم من أني لم أكن في السابق بهذه الحالة، وأتحدث مع فلان وعلان، ولا أواجه أي مشكلة على الإطلاق.

بعد دخولي للصف الأول الثانوي تغير الوضع تدريجيا، فأصبح من سيء لأسوأ، فبعد مرور ٣ سنوات أصبحت أعاني من العلاقات الاجتماعية، صرت أخشى الخروج من البيت والذهاب لأماكن تجمع أصدقائي بأي مكان، أشعر بسواد داخلي، لا أدري هل هو خوف أم رعب أم عدم ثقة بالنفس؟

سبحان مغير الأحوال، فبعد أن كنت أكثر من يخالط العالم، ويكون صداقات، صرت الآن عكس ذلك تماما، والآن علاقاتي مع الناس الجدد لا تستمر ل ٣ أشهر إلا وانفصل عنهم، إما بسبب المشاكل أو شيء آخر.

والله إن لدي أصدقاء الروح قطعت الكلام عنهم، أو بشكل أصح صار كل شيء رسميا، باستثناء شخص واحد " بيتوتي " ليس من الشلة، ولا يحب الاستراحات، ولا الخروج الزائد، ونفسه طيبة، فهل السبب أنه لم يعد هناك الصديق الوفي أم أنني سبب المشاكل؟

والله إني أعاني كثيرا في كل علاقاتي الاجتماعية، أحاسب نفسي على الأشياء الصغيرة، وألوم نفسي بأنه ليس هناك فائدة مني، وصرت أتحسس من أي كلمة موجهه ضدي، وأفسرها لستين ألف تفسير، وأعجز عن الرد على اللذين يخطؤون علي، وبعض الأحيان أخشى أن أواجه أحدا.

أحمد ربي أني لا أترك صلاة في المسجد، والسنن النوافل محافظ عليها والوتر كذلك، ورضى الوالدين، ولكني والله أتعذب وأحمل هم كل خروج ألتقي فيه بأحد ما من الناس، وماذا أقول لهم؟

فهل أنا أعاني من ضعف في الشخصية؟ أو رهاب اجتماعي من الدرجة الأولى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: باطلاعي على رسالتك أرى أن مشكلتك إن شاء الله تعالى ليست بالشديدة أو الصعبة التي تتصورها.

الذي بك -أخي الكريم- هو نوع من قلق الوساوس، ومعه درجة بسيطة من الرهبة الاجتماعية.

أنت تؤول الأمور في علاقاتك الاجتماعية بصورة سلبية بعض الشيء، وهذا كله تولد من الوسوسة والقلق، والحالة غير مرضية -كما ذكرت لك-.

حقر هذا الفكر السلبي، تواصل مع الناس، وأنت الحمد لله تعالى محافظ على صلاتك مع الجماعة في المسجد، تعرف على إخوانك من المصلين، فالمسجد هو محيط أمان، والإنسان بالفعل يتعرف فيه على الصالحين من الناس، هذا إن شاء الله تعالى يجعلك تحس بالطمأنينة.

أيضا قم بواجباتك الاجتماعية، مهما كانت مشاعرك لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدا، كن رجلا ذا همة عالية، فالتواصل الاجتماعي بهذه الكيفية - أي من خلال قضاء الواجبات الاجتماعية، كالأفراح والأتراح وغير ذلك، هنا تحس -أخي الكريم- بإنجاز عظيم، وهذا فيه مكافأة ممتازة جدا للنفس.

وممارسة الرياضة - خاصة الرياضة الجماعية كرياضة الجري أو المشي أو ممارسة كرة القدم - وجدناها أيضا من أفضل ما يمكن أن يزيل القلق والتوتر والوسوسة والرهبة الاجتماعية.

هذه هي الأسس العلاجية التي أراها سوف تفيدك كثيرا، ولا أرى أن شخصيتك ضعيفة - أخي الكريم - لكنك تقدر ذاتك بصورة سلبية.

هنالك كتب عن علم يسمى (الذكاء العاطفي) أو (الذكاء الوجداني)، أرجو أن تتطلع على هذا العلم، لأن من خلاله يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع نفسه ومع الآخرين بصورة إيجابية ومفيدة.

أخي الكريم: أرى أن تناولك أيضا لأحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي ستفيدك، تحتاج للدواء بجرعة بسيطة، وأفضل دواء يفيدك هو عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت). إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما فالدواء مناسب، وإذا كان عمرك أقل من ذلك - ولا أحسب أنه أقل - فلا تتناول الدواء أبدا، ويمكنك أن تذهب إلى الطبيب.

جرعة السيرترالين هي: تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

هذه جرعة بسيطة جدا وصغيرة لدواء فعال وسليم، أسأل الله أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات